وداع الكبار.. راكيتيتش ينهي المسيرة ومولر يترك البيت الذي بنى المجد"
في لحظة تختلط فيها الدموع بالفخر...
نودّع نجمين من ذهب: إيفان راكيتيتش وتوماس مولر.
الأول يعتزل بعد مسيرة دامت 18 عامًا من الإبداع،
والثاني يرحل عن بيته الأبدي "بايرن ميونخ" بعد أن نقش اسمه في كل صفحة مجد.
جماهير برشلونة وكرواتيا، وجماهير بايرن وألمانيا...
الجميع يُحيي أسطورتين، ويشكر زمنًا جمعنا بهما.
وداعًا يا كبار... بصمتكم لن تُنسى أبدًا ❤️⚽
اعتزال إيفان راكيتيتش: نهاية حقبة، ووداع نجم من طراز فاخر 🥲👋🏻
أعلن لاعب الوسط الكرواتي **إيفان راكيتيتش** رسميًا اعتزاله كرة القدم الاحترافية في خطوة أثارت مشاعر الملايين من عشاق اللعبة حول العالم. هذا القرار، الذي جاء بعد مسيرة تمتد لأكثر من 18 عامًا، يُنهي صفحة واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في كرة القدم الأوروبية والكرواتية على حد سواء.
من هو إيفان راكيتيتش؟
ولد إيفان راكيتيتش في 10 مارس 1988 بمدينة موسكراغ السويسرية، لأبوين كرواتيين، وكان الانتماء للكرواتية واضحًا منذ بدايته الأولى. بدأ مشواره مع نادي بازل السويسري، حيث برز كلاعب شاب واعد، ثم انتقل إلى شالكه الألماني، وإشبيلية الإسباني، قبل أن يصبح أحد أعمدة برشلونة، أعظم أندية العالم في تلك الفترة.
برشلونة... ذكريات لا تُنسى
في صيف 2014، انضم راكيتيتش إلى برشلونة مقابل 18 مليون يورو قادمًا من إشبيلية، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته الرياضية. كان له دور كبير في موسم "السداسية" التاريخية لبرشلونة عام 2015، حيث ساهم بشكل مباشر في الفوز بدوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، كأس الملك، السوبر الأوروبي، السوبر المحلي، وكأس العالم للأندية.
لم يكن راكيتيتش مجرد لاعب في التشكيلة، بل كان محركًا حقيقيًا لوسط الملعب، يتمتع بقدرة عالية على استرجاع الكرة، وتنفيذ التمريرات الحاسمة، وحتى تسجيل الأهداف المهمة، مثل هدفه الشهير في شباك ريال مدريد في "كلاسيكو" عام 2016.
منتخب كرواتيا... القائد والأسطورة
على الصعيد الدولي، لعب راكيتيتش 106 مباراة مع منتخب كرواتيا، وساهم في قيادة الفريق إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2018 في روسيا، وهو إنجاز تاريخي لم تحققه كرواتيا من قبل. رغم خسارتهم أمام فرنسا، إلا أن الأداء البطولي للفريق جعل راكيتيتش رمزًا وطنيًا حقيقيًا
لماذا اعتزل راكيتيتش؟
لم يُعلن راكيتيتش عن الأسباب الدقيقة لقرار الاعتزال، لكن تصريحاته الأخيرة توحي بأنه اختار اللحظة المناسبة لإغلاق هذا الفصل من حياته، والتفرغ لعائلته ولمشاريع مستقبلية أخرى. كما أنه أراد أن يترك المكان للاعبين الشباب، ويودع اللعبة بهدوء، دون أن ينتظر تصفيقًا أو توديعًا جماهيريًا ضخمًا.
رسالة مؤثرة من القلب
عبر صفحته الرسمية على إنستغرام، نشر راكيتيتش رسالة وداع مؤثرة قال فيها:
> "بعد أكثر من 18 عامًا من اللعب الاحترافي، قررت أن أضع حداً لهذه المرحلة الجميلة من حياتي. شعرت دائمًا بأنني محظوظ لأنني لعبت كرة القدم، وليس فقط عملًا. شكرًا لكل من دعمني، لكل زملائي، مدربين، وكل من شاركني هذه الرحلة."
- **الولاء**: ظل مخلصًا لنادي برشلونة حتى عندما تقلص وقت لعبه.
- **الروح الرياضية**: لم يكن يومًا بعيدًا عن الأخلاق والاحترام داخل وخارج الملعب.
- **العطاء الإنساني**: شارك في العديد من الحملات الخيرية، خاصة لدعم الأطفال والمحتاجين في كرواتيا.
إيفان راكيتيتش ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل شخصية رياضية تحمل بين طياتها القيم الحقيقية للعبة. مع اعتزاله، تنتهي حقبة من كرة القدم، لكن تبقى بصمته باقية في ذاكرة الجماهير، وفي قلوب كل من شاهده يصنع المعجزات في وسط الملعب.
توديع أسطورة.. توماس مولر يرحل عن بايرن ميونخ بعد حقبة ذهبية
في مشهدٍ مؤثر، ودع النجم الألماني توماس مولر نادي بايرن ميونخ، بعد مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من عقد ونصف، ليضع بذلك نهايةً لواحدة من أكثر الفصول إشراقًا في تاريخ النادي البافاري. لم يكن مولر مجرد لاعب، بل كان رمزًا، وقلب بايرن النابض، وجواهرة التي لم تتوقف عن التألق داخل الملعب.
ولد مولر في 13 سبتمبر 1989 بمدينة فورتسبورغ الألمانية، واكتشفه بايرن ميونخ مبكرًا، حيث انضم إلى أكاديمية النادي في سن الرابعة عشرة، ومنذ ذلك الحين، بدأ مساره نحو أن يصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي. ظهوره الأول مع الفريق الأول كان في موسم 2008-2009، ومنذ اللحظة الأولى، أظهر أنه سيكون لاعبًا مختلفًا؛ بمهارته العالية، وقراءته الاستثنائية للعبة، وقدرته على التوهج في الأوقات الحاسمة.
خلال مسيرته الطويلة مع العملاق البافاري، صنع مولر رقمًا قياسيًا لا يمكن إنكاره. شارك في تحقيق **13 لقبًا للدوري الألماني (دويتشر مايستر)**، وهو رقم يعكس هيمنة بايرن ميونخ خلال تلك الفترة. كما ساهم في الفوز بـ **6 كؤوس ألمانية**، و **لقبين في دوري أبطال أوروبا**، أحدهما في عام 2013 تحت قيادة المدرب جوارديولا، والآخر في 2020 ضمن فريق هائل حقق "السداسية". بالإضافة إلى ذلك، ساعد الفريق في الفوز بـ **كأس العالم للأندية مرتين**، و **ثمانية ألقاب في كأس السوبر الألماني**، و **لقبين في كأس السوبر الأوروبي**.
ولكن ما يجعل توماس مولر خاصًا ليس فقط الألقاب، بل أيضًا شخصيته، وإخلاصه، ووفاؤه غير المشروط لبايرن ميونخ. لم يخطر بباله يومًا الرحيل رغم كل الفرص التي كانت متاحة له، واختار دائمًا البقاء حتى في الأوقات الصعبة، عندما لم يكن يلعب أساسياً أو واجه منافسة شديدة. كان دائمًا جاهزًا، ومستعدًا لتقديم كل شيء من أجل القميص.
مسيرة مولر مع المنتخب الألماني أيضًا تحمل الكثير من الإنجازات، وعلى رأسها الفوز بكأس العالم 2014 في البرازيل، حيث كان أحد نجوم البطولة بتسجيله 5 أهداف. لكنه اختار دائمًا أن يكون "مولر بايرن ميونخ" أولًا وأخيرًا.
اليوم، يُسدل الستار على حقبة ذهبية، ويُودّع البايرن لاعبه الذي قدّم قلبه وروحه ومهارته طوال سنوات. لن ينسى جماهير بايرن ميونخ اسم توماس مولر، ولن تمحى صورته من ذاكرة التاريخ البافاري.
ربما غادر الملعب، لكن مكانه في القلوب سيظل دائمًا.
**مرحباً بالذكرى.**
هكذا تُطوى صفحات المجد،
ويترجّل الكبار في صمت الكبار…
راكيتيتش ومولر، شكراً على كل لحظة…
وداعًا من الملاعب، لكنكم خالدون في الذاكرة ❤️⚽