مانشستر سيتي يواصل الترنح: تعادل مثير مع إيفرتون يعمّق أزمة النتائج
واصل مانشستر سيتي عروضه الباهتة في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تعادل مخيب للآمال أمام إيفرتون بنتيجة 1-1، في مباراة مثيرة جرت أحداثها على مدى 96 دقيقة وشهدت لحظات درامية وتوترًا حتى اللحظات الأخيرة.
بداية قوية لسيتي وهدف مبكر من سيلفا
دخل مانشستر سيتي اللقاء مدفوعًا برغبة في العودة إلى سكة الانتصارات، وفرض سيطرته على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى. واستطاع النجم البرتغالي برناردو سيلفا أن يترجم أفضلية فريقه سريعًا، حين أحرز هدفًا رائعًا في الدقيقة 14، مستغلًا خللاً دفاعيًا في صفوف إيفرتون. سيلفا ظهر مرة أخرى كأحد أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، بفضل تحركاته الذكية ولمساته الحاسمة.
إيفرتون يرد بثقة وندية
رغم تقدم سيتي المبكر، لم يظهر إيفرتون أي علامات استسلام، بل دخل أجواء المباراة تدريجيًا وبدأ في تشكيل تهديد حقيقي على مرمى إيدرسون. وفي الدقيقة 36، جاء الرد من اللاعب نداي الذي سجّل هدف التعادل بعد هجمة منظمة، مستغلًا ثغرة في قلب دفاع مانشستر سيتي.
هالاند يهدر فرصة التقدم
مع انطلاق الشوط الثاني، ضغط مانشستر سيتي بكل ثقله الهجومي بحثًا عن هدف التقدم، وتحصل على ركلة جزاء في الدقيقة 53 بعد تدخل على جاك غريليش داخل منطقة الجزاء. غير أن النجم النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي يعاني من تذبذب في الأداء مؤخرًا، فشل في ترجمتها إلى هدف، حيث تصدى لها الحارس جوردان بيكفورد ببراعة، محافظًا على نتيجة التعادل ومعززًا فرص فريقه في خطف نقطة ثمينة.
أداء مقلق واستمرار نزيف النقاط
بالرغم من امتلاك سيتي للكرة وسيطرته النسبية، فإن الفريق بدا عاجزًا عن اختراق التنظيم الدفاعي الصلب لإيفرتون، الذي لعب بروح قتالية كبيرة وبتوازن واضح بين الدفاع والهجوم. النتيجة النهائية أبقت السيتي في المركز السادس مؤقتًا برصيد 28 نقطة من 18 مباراة، وهو مركز لا يليق بتطلعات الفريق الطامح للسيطرة على لقب البريميرليغ.
وما يزيد من قلق جماهير الفريق، هو استمرار سلسلة النتائج السلبية التي باتت تلاحق النادي في الأسابيع الأخيرة. فمنذ 13 مباراة في الدوري، لم يحقق مانشستر سيتي سوى انتصار يتيم، مقابل خمس هزائم متتالية، أبرزها ضد برايتون وبورنموث، بالإضافة إلى خسارة أمام إيفرتون بنتيجة 2-0 في مباراة سابقة، ناهيك عن تعادلات أمام كريستال بالاس وفينورد.
بيكفورد يتألق ويحرم السيتي من الفوز
من أبرز نجوم اللقاء كان حارس إيفرتون، جوردان بيكفورد، الذي لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على النتيجة. تصدياته الحاسمة، خصوصًا لركلة جزاء هالاند، كانت بمثابة صمام أمان لفريقه، وأثبتت مجددًا أنه واحد من أفضل الحراس في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
الضغط يتصاعد على جوارديولا
ومع استمرار التعثرات، تتجه الأنظار نحو المدرب بيب جوارديولا، الذي يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه. الضغوط تتزايد مع تراجع مستوى الفريق وابتعاده تدريجيًا عن مراكز الصدارة، ما يطرح تساؤلات حول قدرة المدرب الإسباني على إنقاذ الموسم في ظل منافسة شرسة من فرق مثل ليفربول وأرسنال وتوتنهام.
تعادل مانشستر سيتي مع إيفرتون لم يكن مجرد نقطة ضائعة، بل مؤشر خطير على أزمة عميقة تضرب الفريق في أهم مراحل الموسم. وإذا لم يتم تدارك الأمور سريعًا، فقد يجد السيتي نفسه خارج السباق على اللقب، وربما حتى خارج المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وهو سيناريو لم يكن في الحسبان قبل انطلاق الموسم.