مانشستر يونايتد يترك مصير راشفورد في يد أموريم: ثقة أم إعلان غير مباشر للنهاية؟
وسط الأضواء الكاشفة التي تحيط بفريق مانشستر يونايتد، بدأت تتشكل غيوم جديدة في سماء "أولد ترافورد"، عنوانها: ماركوس راشفورد. النجم الإنجليزي، الذي اعتاد أن يكون أحد أعمدة الفريق في السنوات الأخيرة، يجد نفسه فجأة على هامش المشروع الجديد بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم. فهل نحن أمام خلاف عابر، أم أن الأمور تتجه نحو نقطة اللاعودة؟
القرار الحاسم: أموريم هو صاحب الكلمة الأخيرة
"أفادت صحيفة ذا تايمز أن إدارة مانشستر يونايتد، بالتنسيق مع المالك السير جيم راتكليف، قررت تفويض المدرب روبن أموريم بشكل كامل في حسم مصير ماركوس راشفورد."
قرار قد يبدو منطقيًا من الناحية الإدارية، لكنه في باطنه يحمل الكثير من الدلالات. حين تمنح الإدارة مدربًا جديدًا كامل الحرية في تقرير مصير لاعب بحجم راشفورد، فإنها إما تؤمن بمشروعه طويل الأمد، أو أنها ترسل رسالة ضمنية بأن النجم الإنجليزي لم يعد "مقدسًا" في الفريق كما كان.
غياب لافت من التشكيلة… والتبرير "فني"
أموريم، المعروف بصرامته التكتيكية واعتماده على الانضباط في الأداء، استبعد راشفورد من التشكيلة الأساسية في ثلاث مباريات متتالية. تبرير المدرب كان مباشرًا: "اخترت اللاعبين الأكثر استعدادًا بدنيًا وذهنيًا لخوض مباريات قوية". في ظاهر الأمر، يبدو التصريح مهنيًا، لكن المتابعين للفريق يدركون أن راشفورد، رغم تراجع مستواه في بعض الفترات، يظل من أكثر اللاعبين خبرة وتأثيرًا على أرض الملعب.
غضب راشفورد... والبحث عن مخرج؟
صحيفة مانشستر نيوز كشفت أن راشفورد لم يكن على علم بمحاولات النادي لتسويقه هذا الصيف. شعور بالخيانة؟ ربما. فالنجم الذي ترعرع في أكاديمية النادي وارتبط اسمه دومًا بالوفاء لشعار اليونايتد، لم يتوقع أن يكون ضمن قائمة اللاعبين "غير المرغوب فيهم" دون أن يتم إبلاغه صراحة.
راشفورد شعر، وفق التقارير، أن الإدارة تعاملت معه وكأنه مجرد رقم في دفتر الحسابات، وليس ركيزة فنية وإنسانية داخل غرفة الملابس. هذا الإحساس بالغدر قد يكون أكثر ما يجرح لاعبًا أعطى الكثير في السنوات العجاف.
المشروع الجديد لا يرحم أحدًا
في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة إلى تجديد دماء الفريق عبر مشروع رياضي جديد يقوده أموريم، يبدو أن بعض "الأسماء الكبيرة" لن تجد لنفسها مكانًا إذا لم تتماشى مع فلسفة المدرب. راشفورد، الذي طالما وُصف بـ"الفتى الذهبي" ليونايتد، عليه الآن أن يثبت أنه لا يزال عنصرًا لا غنى عنه.
وربما تكون هذه فرصة له لاختبار مدى قدرته على التكيف مع متطلبات المدرب الجديد، أو اتخاذ القرار الصعب بالرحيل، وهو أمر لم يكن مطروحًا بجدية في السنوات الماضية.
هل هي النهاية؟ أم ولادة جديدة؟
الأسئلة المطروحة كثيرة، والإجابات لن تأتي سريعًا. هل نرى راشفورد يغادر "مسرح الأحلام" بحثًا عن بداية جديدة؟ أم أن أموريم سيمنحه فرصة أخرى لإثبات ذاته داخل المنظومة الجديدة؟ وما هو موقف الجماهير التي طالما اعتبرت ماركوس أحد أبنائها الحقيقيين؟
الكرة الآن في ملعب أموريم، لكنه يعلم جيدًا أن التعامل مع نجم بحجم راشفورد ليس كأي لاعب. القرار الخاطئ قد يكلفه الكثير، سواء على مستوى الأداء الفني أو الاستقرار داخل غرفة الملابس.
الحديث عن راشفورد لا يتعلق فقط بلاعب كرة قدم، بل برمز جيل كامل في مانشستر يونايتد. إدارة النادي وضعت مصيره بين يدي المدرب الجديد، فإما أن نرى فصلًا جديدًا من المجد والتألق، أو أن نشهد نهاية حزينة لقصة عشق بدأت من أكاديمية الناشئين وانتهت خلف الكواليس.
ما يحدث الآن هو اختبار حقيقي لمشروع روبن أموريم... واختبار أصعب لولاء راشفورد، لجماهير ربما لم تتخلَ عنه، لكن يبدو أن ناديه بدأ يفعل.