غياب بوكايو ساكا… ضربة موجعة لأرسنال في مرحلة حاسمة من الموسم
تلقى نادي آرسنال الإنجليزي ضربة قوية تهدد استقراره الفني في الفترة المقبلة، بعد أن أعلن المدير الفني ميكيل أرتيتا عن غياب النجم الإنجليزي بوكايو ساكا عن الملاعب لفترة قد تمتد ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع، بسبب إصابة عضلية في الفخذ الخلفي.
هذا الإعلان لم يكن مجرد خبر إصابة عادي، بل جاء بمثابة إنذار مبكر لتحديات جسيمة قد يواجهها "الغانرز" في الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع اشتداد المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، واقتراب المراحل الإقصائية من البطولات الأوروبية، إضافة إلى استحقاقات الكأس المحلية.
■ ساكا… النبض الإبداعي للفريق
منذ بزوغ نجمه، أصبح بوكايو ساكا أحد الركائز الأساسية في مشروع أرتيتا. فهو ليس فقط جناحًا هجوميًا يتمتع بسرعة ومهارة، بل يمثل نقطة اتزان تكتيكي في الجبهة اليمنى، ويشكل ثنائيًا مميزًا مع بن وايت في بناء الهجمات وصناعة الفرص. أرقامه تتحدث عنه: أهداف حاسمة، تمريرات حاسمة، وحضور دائم في المباريات الكبرى.
غيابه، إذًا، لا يمثل فقط فقدان لاعب مميز، بل خسارة كبيرة لمصدر رئيسي للخطورة والتحولات الهجومية السريعة، خاصة في المباريات التي يحتاج فيها آرسنال لفك التكتلات الدفاعية.
■ أرتيتا… بين أزمة الواقع وخيارات الضرورة
في تصريحاته عقب الإعلان عن إصابة ساكا، بدا ميكيل أرتيتا حذرًا لكنه واثقًا. قال:
"للأسف، شعر بوكايو بآلام في عضلة الفخذ الخلفية، وسيغيب بين 4 إلى 8 أسابيع. الآن نبحث عن أفضل حل لتعويض غيابه."
المدرب الإسباني ألمح إلى احتمالية إشراك تروسارد أو كاي هافيرتز في مركز الجناح الأيمن، وهو ما قد يغير ديناميكية الفريق بالكامل، إذ أن كلا اللاعبين يتمتع بأسلوب مختلف تمامًا عن ساكا. تروسارد ميّال أكثر للمراوغة واللعب الفردي، بينما يفضل هافيرتز التمركز داخل منطقة الجزاء أكثر من بناء اللعب على الخط.
ربما يعود أرتيتا كذلك للاعتماد على حلول ناشئة من الأكاديمية، كما فعل سابقًا حين منح نيلسون دقائق مهمة، أو تجربة بعض التغييرات في أسلوب اللعب مثل التحول إلى 3-4-3 لضمان الصلابة الدفاعية وتعويض الافتقاد للإبداع الهجومي من الطرف.
■ ضغط إضافي على النجوم الآخرين
في غياب ساكا، يتعين على نجوم آخرين مثل مارتينيلي، أوديغارد، وجيسوس أن يتحملوا عبء الإبداع والتسجيل. أوديغارد تحديدًا سيكون أمام اختبار جديد لإثبات أنه القائد الفعلي للفريق داخل وخارج الملعب، خاصة وأن تجربته السابقة في غياب ساكا أو مارتينيلي أظهرت مدى تأثير انسجامه معهما على مستوى الفريق ككل.
أيضًا، يبرز اسم ديكلان رايس كلاعب وسط قادر على تقديم الإضافة الهجومية من العمق، سواء عبر التسديد أو الاختراقات المباشرة، وهي أدوار قد تتضاعف في ظل الغياب القسري لأحد مفاتيح اللعب الأساسية.
■ الجدول المزدحم… تحدي الوقت والتوازن
آرسنال يستعد لدخول فترة مزدحمة بالمباريات، سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا، حيث لا مجال للخطأ أو فقدان النقاط. أي غياب مؤثر قد يعني الفارق بين الفوز بلقب طال انتظاره أو الخروج خالي الوفاض من الموسم.
وسيكون من المهم للغاية أن يتعامل أرتيتا مع هذه الأزمة بذكاء، عبر التدوير المدروس، وتوظيف دكة البدلاء بفعالية، وتفادي الضغط الزائد على اللاعبين الأساسيين، حتى لا تتضاعف الإصابات.
■ بين الأزمة والفرصة
ورغم أن إصابة ساكا تمثل أزمة كبيرة، إلا أنها قد تكون في الوقت ذاته فرصة لاكتشاف أوراق جديدة. فمثل هذه اللحظات قد تصنع أسماء لم تكن مرشحة للعب أدوار رئيسية، كما تمنح المدرب مساحة لتجريب أفكار تكتيكية جديدة خارج النمط التقليدي.
غياب بوكايو ساكا لا شك أنه خبر صادم لجماهير آرسنال، لكن الموسم لا يزال طويلًا، والتحديات تصنع الفرق الكبيرة. ما بين إبداع ساكا المفقود، وطموح أرتيتا في حصد البطولات، تبقى الكلمة الأخيرة للمجموعة، وللقدرة على تجاوز العقبات عبر الروح الجماعية والمرونة التكتيكية.