في ليلة لا تُنسى من ليالي كأس ملك إسبانيا، قدّم ريال مدريد عرضًا كرويًا ساحرًا واكتسح فريق ديبورتيفا بخمسة أهداف نظيفة، في مباراة جمعت بين المهارة، والجدية، والتألق الفردي الجماعي على حد سواء.
لكن، ما جعل هذه الليلة مميزة فعلًا ليس فقط الفوز العريض، بل تلك اللحظات التي رسم فيها اللاعبون لوحات من الجمال الكروي، على رأسهم الفتى التركي أردا غولر، الذي لم يكتفِ بتسجيل هدفين رائعين، بل فرض نفسه "رجل المباراة" بلا منازع، ونال تقييمًا مثاليًا (10/10) من موقع "سوفا سكور". وكأن غولر كان يقول للعالم: "أنا هنا.. ولدي ما أقدمه".
بجانب أردا، دخل الفرنسي إدواردو كامافينغا على خط التألق بهدف جميل، وأكمل الأورغوياني فالفيردي المسيرة بهدف آخر، قبل أن يُضيف العجوز الساحر لوكا مودريتش لمسته الخاصة، بهدف هو الأول له هذا الموسم في البطولة. هكذا اكتملت الخماسية، وهكذا عاد ريال مدريد ليُذكر الجميع بأنه حاضر بكل قوته في كل بطولة يشارك فيها.
رغم هذه السيطرة الواضحة، لا تزال بعض المراكز تُشكّل هاجسًا للمدرب كارلو أنشيلوتي، خصوصًا مركز الظهير الأيمن. فـلوكاس فاسكيز، رغم إخلاصه وجهده، لا يمكن الاعتماد عليه كخيار أساسي في كل المواجهات، خاصة مع اقتراب مراحل الحسم من الموسم. كل الأنظار تتجه نحو تحركات الإدارة، فهل يكون هناك تعزيز قادم في هذا المركز الحساس؟ الأيام القادمة ستكشف.
ديبغو أجوادو.. 17 سنة من الثقة والصلابة
في خضم الخماسية، لم يكن الهجوم وحده محط الأنظار. هناك، في الخط الخلفي، ظهر وجه شاب جديد، قدّم أوراق اعتماده بصمت وثقة. ديبغو أجوادو، صاحب الـ17 عامًا، شارك للمرة الأولى مع الفريق الأول لريال مدريد، بعدما منحه أنشيلوتي الثقة في ليلة كبيرة كهذه.
قد يتساءل البعض: "هل من المنطقي الزج بشاب في خط الدفاع وسط موسم مزدحم؟" لكن أنشيلوتي، بخبرته وقراءته الدقيقة للمباريات، كان يعرف تمامًا ما يفعله. وأجوادو لم يخيّب الظن. بل على العكس، بدا وكأنه لاعب معتاد على هذه الأجواء، يقطع الكرات، يقرأ التحركات، ويبني الهجمات بثقة وهدوء.
كان ظهوره بمثابة رسالة قوية، ليس فقط للمدرب، بل للجمهور المدريدي كله: هناك جيل جديد قادم، وعينه على المستقبل.
ما فعله أجوادو في أول مشاركة له هو درس في الثبات والتركيز. لم يرتبك، لم يُخطئ، بل وقف كالأسد في الخلف، يُساند زملاءه ويغلق المساحات. وإذا استمر على هذا النسق، فقد نراه كثيرًا في قادم المباريات، خاصة مع الغيابات المتكررة في خط الدفاع.
ربما تكون هذه المباراة قد حملت طابعًا سهلاً على الورق، لكن ريال مدريد تعامل معها بكل جدية. الفريق لم يرحم، ولم يتساهل، بل أرسل رسالة واضحة: لا مباراة صغيرة في قاموس مدريد.
أداء غولر، ظهور أجوادو، وحضور الكبار، كلّها مؤشرات بأن "الميرينغي" يسير على طريق واعد. ومع دخول الموسم مراحل الحسم، فإن هذه الأسماء، الشابة منها والمخضرمة، ستكون جزءًا أساسيًا من القصة القادمة.
ريال مدريد لا يبني فقط من أجل الحاضر... بل يخطّط لمستقبل يُشبه تاريخه.
ريال مدريد يكتسح ديبورتيفا بخماسية في كأس ملك إسبانيا
ريال مدريد يقسو على ديبورتيفا بخماسية.. وأردا غولر يخطف الأضواء في ليلة ملكية
🎯 أسئلة تحليلية عن المباراة:
1. ما رأيك في أداء أردا غولر الليلة؟ هل ترى أنه يستحق دقائق أكثر في مباريات الليغا ودوري الأبطال؟
2. بعد هذا الفوز، هل تعتقد أن ريال مدريد مرشح قوي للفوز بكأس الملك هذا الموسم؟
3. هل ترى أن لوكا مودريتش ما زال لديه ما يقدمه في هذا المستوى، أم أن الوقت قد حان لمنح الفرصة للشباب؟
4. ما تقييمك لأداء ديبغو أجوادو؟ هل يمكن أن يكون خيارًا أساسيًا في المستقبل؟
5. رغم الفوز الكبير، هل ترى أن ريال مدريد بحاجة فعلًا لتدعيم مركز الظهير الأيمن؟ ومن اللاعب الذي تقترحه للتوقيع معه؟