ديشامب قرر ترك المنتخب الفرنسي بعد كأس العالم 2026🇫🇷


حين يرحل الأب : فرنسا تخسر أكثر من مدرب

ليست كل النهايات متوقعة، حتى وإن كانت معلنة سلفًا.
حين أعلن ديدييه ديشامب أنه سيرحل بعد كأس العالم 2026، لم يكن الفرنسيون يخسرون رجلًا من دكة الاحتياط، بل يخسرون مرآة لوجوههم في لحظات الانكسار، وظلًّا ممتدًا فوق انتصاراتهم الكبرى.

قد يرحل أي مدرب. لكن لا يرحل كل مدرب وهو حامل لذكريات أمة.

🏟️ ديشامب: الذاكرة التي مشت على خط التماس

ليس مجرد مدرب.
ديشامب هو الرابط الأخير بين أجيال مختلفة من الكرة الفرنسية. من "كأس العالم 1998" إلى "العاصفة في جنوب أفريقيا 2010"، من نكسة يورو 2016 على أرضهم، إلى دموع الدوحة 2022... كان موجودًا.

ليس فقط ليخطط أو يصرخ، بل ليحفظ التوازن في زمن الفوضى.
وحين قال: "حان الوقت"، بدا وكأن فرنسا تستعد لفقدان ذاكرة جماعية.
من سيحفظ مشهد غرفة الملابس بعد خسارة الأرجنتين، حين وقف مبابي صامتًا؟ من سيقرأ صمت جريزمان، ويعرف كيف يربّت على ظهره دون أن يتكلم؟

بين لعنة التاريخ وميراث البطولة

التاريخ لا يرحم في فرنسا.
كل مدرب يصنع مجدًا.. لا يُسمح له بالبقاء طويلًا.

  • بعد جيل 1998، رحل أيميه جاكيه، ثم جاءت كارثة 2002.
  • بعد جيل 2018، يرحل ديشامب.. والمخاوف تعود.

ليس خوفًا من المستقبل فقط، بل من لعنة إعادة التكرار، حين تنهار الإمبراطورية لا لضعفها، بل لأنها لم تعرف كيف تجدد نفسها.

🤖 ماكينة ديشامب أم سجن الإبداع؟

في أرقام كرة القدم، يتغنّى البعض بالصرامة التكتيكية لديشامب.
أكثر من 70% من أهداف فرنسا جاءت من كرات ثابتة أو مرتدات.

لكن خلف هذه الصرامة، جيل شاب بدأ يضيق ذرعًا:

  • كامافينجا، واري، دوبيه.. لاعبين بقدرات فنية فطرية.
  • لكنهم يُطلب منهم أولًا أن يحرسوا النظام، لا أن يخلقوا الأسلوب.

ديشامب صنع نظامًا من الحديد.
لكن هل هذا ما يحتاجه المستقبل؟ أم أن الوقت قد حان لكسر الأقفاص وفتح النوافذ؟

👑 زيدان: الغريب الذي قد يصبح حارس الروح الجديدة؟

حين يُذكر اسم زين الدين زيدان، تُحنى الرؤوس في فرنسا.
لكن المفارقة؟ أنه غريب عن المشروع الحالي.

لم يكن داخل غرفة الملابس يوم بكى فاران، أو حين انهار بوغبا في نهائي 2016.
لم يعرف كيف طوّر ديشامب جريزمان من مهاجم إلى "محور تكتيكي".
لكنه يمتلك شيئًا آخر: القدرة على إعادة تعريف المشروع من جذوره.

زيدان ليس استمرارًا، بل إعادة ولادة.

⚔️ التهديد الخفي: هل تتحول الديوك إلى معسكرين؟

الرحيل لا يترك فراغًا فنيًا فقط، بل فراغًا عاطفيًا.
ومن هنا، يكمن الخطر الحقيقي:

  • هل يقبل الجيل الجديد بسلطة مختلفة؟
  • هل يتحول مبابي إلى قائد يطالب بتعديل النظام من الداخل؟
  • هل يعود الانقسام بين "رجال ديشامب" و"أنصار زيدان"؟

إذا لم تُدار المرحلة القادمة بحكمة، قد يجد المنتخب نفسه في ساحة نزاع بين الولاء للماضي والرغبة في المستقبل.

🌱 ليس مجرد تغيير مدرب.. بل اختبار نضج لأمة كاملة

أحيانًا، لا يكون رحيل المدرب مجرد صفحة تُطوى، بل اختبارًا لمدى استعداد المجتمع الرياضي لتجاوز أبويّته العاطفية.

"الإمبراطوريات لا تبنى فقط بالقادة العظام، بل بالشعوب التي تتعلم أن تودع أبطالها دون أن تنهار."

فرنسا اليوم على أعتاب لحظة نادرة:

  • وداع الرجل الذي علمهم كيف يفوزون،
  • واستقبال رجل قد يعلمهم كيف يعيشون بأسلوب جديد.

✍️ بقلم: مؤمن بأن الرحيل لا يعني النهاية
"وداعًا ديشامب.. لن نراك فقط على الورق، بل في كل ردة فعل ناضجة سيصنعها جيلك ذات يوم".

هل فرنسا جاهزة لأن تصنع تاريخًا بلا وصاية؟
هل زيدان هو الثورة أم المجازفة؟

شارك رأيك…