https://otieu.com/4/9519667 استبعاد أنسو فاتي من تشكيلة برشلونة للمباراة الرابعة على التوالي

استبعاد أنسو فاتي من تشكيلة برشلونة للمباراة الرابعة على التوالي

 


أنسو فاتي.. من جوهرة واعدة إلى مستقبل غامض في برشلونة

منذ أول لمسة له بقميص الفريق الأول في موسم 2019-2020، اعتقد جمهور برشلونة أن أنسو فاتي سيكون الخليفة الحقيقي لأساطير النادي، وأنه الوريث الشرعي للقميص رقم 10 بعد رحيل ميسي. غير أن الواقع الكروي لا يُبنى على الأحلام وحدها، بل على الاستمرارية، الجاهزية البدنية، والثقة من الجهاز الفني. ويبدو أن فاتي، رغم موهبته اللافتة، بدأ يخسر هذه المعادلة شيئًا فشيئًا.

غياب رابع على التوالي.. والقلق يتصاعد

في مشهد بات مألوفًا، غاب فاتي للمباراة الرابعة على التوالي عن قائمة برشلونة، دون إصابة معلنة أو توضيح فني دقيق. هذه الحالة زادت من الغموض حول مستقبله في النادي، وفتحت باب التأويلات حول نوايا الإدارة والجهاز الفني بقيادة هانزي فليك.

المثير في الأمر أن استبعاد فاتي لا يأتي في سياق أزمة أو تدنٍ جماعي في المستوى، بل في وقت يظهر فيه برشلونة بوجه هجومي متجدد، خاصة مع تألق أسماء مثل لامين يامال، رافينيا، وأحيانًا فيران توريس. وهو ما يُشير إلى أن فاتي، ولو بشكل غير مباشر، لم يعد ضمن "النخبة المختارة" في مشروع النادي الجديد.

ما الذي تغيّر؟

قد يكون التراجع في فرص فاتي مرتبطًا بعدة عوامل، أولها تاريخه الطويل مع الإصابات التي أثّرت على جاهزيته وثقته بنفسه. وثانيها، هو التحوّل في فلسفة النادي، حيث بدأ برشلونة يراهن على لاعبين أكثر جاهزية بدنية ومرونة تكتيكية، وهو ما قد لا يتوفر حاليًا لدى فاتي بعد العودة من سلسلة الإصابات.

كما أن التعاقدات الهجومية الأخيرة التي أبرمها النادي، أضافت طبقات من التنافس على المراكز الأمامية، وهو ما جعل الطريق أصعب أمام لاعب كان يُنظر إليه يومًا ما كـ"أمل المستقبل".

هل اقتربت النهاية؟

ما يزيد من واقعية سيناريو الرحيل، هو الأحاديث المتزايدة داخل أروقة الإدارة حول الاستماع للعروض المقدمة للاعب، خاصة من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، التي لا تزال تراه مشروع نجم يمكن إعادة تأهيله بدنيًا ونفسيًا. فاتي نفسه، وفق بعض التقارير، لا يستبعد فكرة الخروج على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، إن لم يحصل على ضمانات بلعب دقائق أكثر في المرحلة القادمة.

ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، يتحوّل ملف فاتي إلى "قنبلة مؤقتة" قد تنفجر قريبًا، وقد يتحدد على إثرها شكل الهجوم الكتالوني في النصف الثاني من الموسم.

بين الوفاء والمصلحة الشخصية

يبقى السؤال الأهم: هل يجب على فاتي أن يتمسك بالبقاء والقتال من أجل مكانه؟ أم أنه حان الوقت لبدء تجربة جديدة بعيدًا عن ضغط الكامب نو وتوقعات الجماهير الثقيلة؟

القرار ليس سهلًا، فتيشيرت برشلونة يحمل وزنه من الذهب، لكن الجلوس على الدكة لفترات طويلة، دون أمل واضح في التغيير، قد يقتل طموح أي لاعب شاب في مقتبل عمره الكروي.

أنسو فاتي لا يزال صغير السن، ويملك المهارة والموهبة، لكنه بحاجة لقرار جريء يغيّر مجرى مسيرته. ومع تزايد المؤشرات حول ابتعاده من حسابات المدرب، فإن مغادرته قد تكون هي الخطوة التي تعيده إلى الأضواء، سواء داخل إسبانيا أو خارجها. وفي كل الأحوال، سيبقى اسم أنسو فاتي محفورًا في قلوب جماهير برشلونة، بانتظار لحظة قد تعيد الحلم إلى مساره... أو تُغلق فصلاً لم يكتمل كما كان مأمولاً.