https://otieu.com/4/9519667 موقف كارلو أنشيلوتي عن كيليان مبابي وإندريك 👀

موقف كارلو أنشيلوتي عن كيليان مبابي وإندريك 👀

 

تصريح أنشيلوتي عن كيليان والنجم الشاب اندريك


أنشيلوتي يُشيد بمبابي وإندريك: قيم التواضع والاحتراف تصنع مستقبل ريال مدريد

في نادٍ بحجم ريال مدريد، حيث تتلاقى الشهرة مع الضغوط، ويُصنع المجد من أصغر التفاصيل، لا تمر تصريحات المدرب مرور الكرام. فكارلو أنشيلوتي، الرجل الهادئ الذي يتحدث قليلًا ويؤثر كثيرًا، عاد ليُشعل المشهد بكلمات قليلة لكنها محمّلة بالدلالات. إشادته بكيليان مبابي، النجم الفرنسي المنتقل حديثًا، وبالشاب البرازيلي الواعد إندريك، لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل رسائل واضحة عن نوعية البيئة التي يبنيها في غرفة ملابس الملكي.

مبابي... نجم بحجم المجرة ولكن بقلب متواضع

منذ أن وطأت قدماه مدريد، كان الجميع ينتظر ماذا سيُقدّم مبابي على أرض الملعب. لكن المفاجأة جاءت من خارج المستطيل الأخضر. فأنشيلوتي، الذي لا يُسرف في الثناء، قال ببساطة:

"موقف كيليان مبابي لم يتغير، فهو متواضع للغاية."

جملة تُلخّص شخصية لاعب كبير جاء إلى نادٍ مليء بالأساطير، ولم يسمح للنجومية أن تخرجه من دائرة الانضباط والتقدير. أنشيلوتي لم يُشِد فقط بمستواه الفني، بل أشار إلى ما هو أعمق: التوازن النفسي، والرغبة في الاندماج، والحرص على الانسجام الجماعي.

في عالمٍ تتضخم فيه الأنا مع كل هدف أو عقد جديد، يظهر مبابي كاستثناء. فهو، كما يقول المدرب، "يُساهم في العلاقة مع زملائه"، وهو ما يُشير إلى دور قيادي بدأ يمارسه من اللحظة الأولى. فكيليان ليس فقط هدّافًا، بل عقلًا جماعيًا، يدفع الآخرين للأمام، ويصنع بيئة من الانسجام داخل الفريق.

إندريك... شاب برازيلي يُفكر بعقلية الكبار

في المقابل، فإن إندريك يعيش تجربة مختلفة تمامًا. جاء من البرازيل صغير السن، كبير الأحلام، وسط أجواء لا ترحم في العاصمة الإسبانية. ومع ذلك، بدت إشادة أنشيلوتي به صريحة:

"محترف للغاية، وجاد للغاية."

أنشيلوتي، بخبرته، يدرك تمامًا أن الموهبة وحدها لا تكفي. فكم من نجم شاب انهار تحت ضغط التوقعات؟ لكن في حالة إندريك، وجد المدرب صفات نادرة في عمر مبكر: الالتزام، الهدوء، والرغبة في التعلم.

تصريح المدرب لم يكن فقط طمأنة للجماهير، بل أيضًا رسالة لإندريك نفسه: "نراك، ونثق بك، فقط تابع الطريق بثبات". فالمدرب الإيطالي، الذي صنع مسيرات لاعبين عظماء، يؤمن بأن المسافة بين الموهبة والنجاح لا تُقاس بالسن، بل بالانضباط اليومي.

قائد بمبدأ... لا بنجومية فارغة

أنشيلوتي، بتصريحاته، يوجه رسائل داخلية وخارجية. داخليًا، يُحدد معايير القبول في الفريق: التواضع أولًا، ثم الأداء. وخارجيًا، يُطمئن الجماهير بأن النادي لا يتعاقد مع النجوم فقط لأسمائهم، بل لأخلاقهم أيضًا.

هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها أنشيلوتي بهذه اللغة. لكن الملفت هذه المرة هو التوقيت. فقبل بداية الموسم، ومع كل الترقب المحيط بمبابي وإندريك، يختار الرجل أن يتحدث عن الجوهر لا الشكل، عن القيم لا الإحصائيات.

بيئة مدريد... من النجوم إلى القيم

في السنوات الأخيرة، بدا واضحًا أن ريال مدريد لم يعُد يبحث فقط عن اللاعبين الأفضل، بل عن الشخصيات الأفضل. ومن هنا، فإن التواضع الذي يُظهره مبابي، والاحتراف الذي يتمسك به إندريك، هما جزء من فلسفة جديدة داخل النادي: نريد لاعبين يصنعون الفارق... دون أن يُحدثوا فوضى.

أنشيلوتي يدير منظومة لا تُبنى على النتائج فقط، بل على طريقة الوصول إليها. وهذا ما يجعل تصريحًا بسيطًا عن "تواضع" أو "احتراف" يتجاوز كونه مديحًا، ليُصبح معيارًا يُحتذى.

مستقبل مدريد يُبنى على التوازن

بين مبابي الجاهز الآن، وإندريك الجاهز للمستقبل، يمتلك ريال مدريد جناحين للطيران عاليًا. لكن القوة الحقيقية ليست فقط في المهارات، بل في الشخصيات. وتصريحات أنشيلوتي الأخيرة تثبت أن القائد الحكيم لا يبحث عن الأضواء، بل يصنعها.

الرسالة الأخيرة جاءت واضحة:

في مدريد، المجد ليس فقط لمن يسجل الأهداف، بل لمن يُحسن التصرّف... داخل الملعب وخارجه.