أمادو ديالو أول لاعب افريقي يسجل الثلاثية لصالح مانشستر يونايتد 🤯

 

في ليلةٍ من تلك الليالي التي لا تُنسى، وعلى أرضية أولد ترافورد التي شهدت عبر تاريخها مئات اللحظات الملحمية، كتب أمادو ديالو اسمه بحروفٍ من ذهب، بل من نار، في سجلات مانشستر يونايتد والدوري الإنجليزي الممتاز. ليلةٌ تحوّلت فيها كل الحسابات، وتغيرت فيها كل المعطيات، لتتحول مباراة اعتيادية إلى لوحة فنية مجنونة، رسم تفاصيلها شابٌ إفريقي بعُمر الأحلام.
كان مانشستر يونايتد يستضيف ساوثهامبتون في مواجهةٍ لا تحتمل التهاون، وسط جمهورٍ لم يكن يتوقع أن يكون شاهدًا على لحظة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة. بدا اللقاء متوازنًا منذ بدايته، حيث سيطر القلق والتوتر على وجوه الجماهير، فيما كانت الدقائق تمر كأنها ساعات في ظل محاولات الفريقين لكسر الجمود. ومع مرور الوقت، بدا أن المباراة تتجه إلى نتيجة لا تخدم أصحاب الأرض. الحزن بدأ يزحف على مدرجات "مسرح الأحلام"، لكن أحدهم لم يكن مستعدًا للاستسلام.
أمادو ديالو، اللاعب الذي طالما اعتبره البعض موهبة واعدة دون منح الاحترام الكامل لقدراته، قرر أن يرد على كل تلك الشكوك دفعة واحدة. لم يكن الرد بالكلام أو التصريحات. الرد جاء عبر ما يجيده أكثر من أي شيء آخر: اللعب... المتعة... السحر.
الدقيقة 82، الجميع على أعصابهم. مانشستر يونايتد متأخر، والحلم يبدو بعيدًا. فجأة، يظهر ديالو من العدم، يستلم الكرة وكأنه يستلم مصيره، يطلق تسديدة لا تصد ولا ترد، لتعانق الشباك وتعلن التعادل. لكن ما حدث بعدها، لم يكن تعادلًا عاديًا، بل بداية لفصلٍ جديد من الجنون.
الملعب انفجر، الجماهير وقفت على أقدامها، الأصوات تعالت، وديالو لم يكتفِ. كأن بداخله طاقة لا تنتهي. في الدقيقة 90، حين ظن الجميع أن الهدف الأول كان كل ما لديه، عاد من جديد، بنفس البرود... بنفس الحسم، وأسكن الكرة في الشباك مانحًا فريقه التقدم. هذه المرة، لم يكن هدفًا للتعادل... بل إعلانًا بالسيطرة.
ساوثهامبتون في حالة صدمة، لم يعرفوا من أين جاء هذا الشاب، ولا كيف تمكن من قلب المباراة رأسًا على عقب خلال دقائق معدودة. لكن ديالو لم يُرِد أن يترك عمله ناقصًا. الدقيقة 94، وفي لحظةٍ قد تُعتبر وقحة إن لم تكن بهذه الروعة، قرر أن يُنهي كل شيء بطريقته الخاصة. هدف ثالث... لمسة ثالثة من الإبداع... تسديدة ثالثة من العظمة.
هاتريك خلال 12 دقيقة فقط.
ديالو لم يسجل ثلاثية فحسب، بل كتب أول ثلاثية للاعبٍ أفريقي في تاريخ مانشستر يونايتد في البريميرليغ. هذا إنجاز لا يتحقق كل يوم. هذه لحظة لا تُصنع بالصدفة، بل تتطلب موهبةً خارقة، عقلًا باردًا، وقلبًا لا يعرف الخوف.
الرقم لا يُروى وحده. خلف كل هدف، قصة. خلف كل لمسة، روح. خلف كل احتفال، صرخة خرجت من صدر شابٍ كان يحلم طوال عمره بمثل هذه الليلة. وهذه الليلة... لم يشارك فيها فقط، بل كان هو العنوان الرئيسي. هو القصة كلها.
أمادو ديالو لم يكن مجرد لاعب سجل ثلاثية، لقد كان البطل الذي ظهر في الوقت الذي احتاجه فيه الجميع. النجم الذي لم تلمع أضواؤه بالضجيج، بل بالفعل. كل كرة لمسها كانت تحمل نوايا واضحة: أنتم لم تروا شيئًا بعد. أنتم لم تعرفوني بعد. ولكن من الآن فصاعدًا... لن تنسوني أبدًا.
الجماهير لم تتوقف عن الهتاف باسمه. الوجوه في المدرجات كانت مزيجًا من الدهشة والانبهار. الكاميرات لا تتركه، الأعين كلها عليه. الصحف، البرامج، العناوين... الجميع يتحدث عن ديالو. ليس كموهبة صاعدة فقط، بل كحقيقة لا يمكن إنكارها بعد الآن.
المثير في هذه القصة أنها لم تكن مجرد تألق فردي. ما فعله ديالو كان انقلابًا كاملًا في مجريات اللقاء. في وقتٍ ظن فيه الجميع أن المباراة قد حُسمت، جاء ليثبت أن كل شيء ممكن. أن الكرة لا تُحسم بالأسماء أو التاريخ، بل بالروح، بالعزيمة، وبالجرأة.
لحظة الهدف الثالث كانت أقرب إلى لحظة إعلان. ديالو لم يكن فقط يُسجل، كان يُعلن ميلاده كواحد من أبرز الأسماء القادمة في كرة القدم الإنجليزية. هذا النوع من اللاعبين لا يُولد كل يوم. هذا النوع من القصص لا يُكتب إلا على يد من يملك الموهبة الحقيقية، والشخصية القوية، والإيمان بقدره.
في غرفة الملابس بعد المباراة، الأجواء كانت لا توصف. اللاعبون يحتفلون، الطاقم الفني منبهر، والصحف تبدأ في إعداد العناوين. أما هو... كان يجلس بهدوء، يبتسم تلك الابتسامة التي لا تصدر إلا عن شخص يعرف تمامًا ما فعله. شخص يعرف أن هذه ليست نهاية القصة، بل بدايتها فقط.
رجل المباراة؟ بلا شك. بل رجل الجولة، ورجل الأسبوع، وربما رجل الموسم إذا استمر على هذا النحو. أمادو ديالو لم يكتفِ بالتألق، بل استولى على المشهد بالكامل. أصبح حديث الجميع، وأصبح اسمه على كل لسان.
الجماهير التي كانت تشكك فيه، أصبحت تتغنى به. الأصوات التي كانت تطالب بخيارات أخرى، باتت تهتف باسمه. الإعلام الذي كان ينتظر منه أي زلة، وجد نفسه مجبرًا على الإشادة، على الانحناء أمام أداء لا يمكن إنكاره.
كل هذا خلال 12 دقيقة فقط.
اثنا عشر دقيقة فقط كانت كافية ليُغير ديالو مجرى مباراة، وربما مجرى مسيرته. اثنا عشر دقيقة كافية ليُخبر العالم: أنا هنا... وقد جئت لأبقى.
فهل ستكون هذه المباراة نقطة انطلاق نحو المجد؟ كل شيء يشير إلى ذلك. ولكن ما هو مؤكد... أن "أولد ترافورد" قد شهد ولادة نجم جديد، من تلك النجوم التي لا تكتفي بالسطوع... بل تحترق من شدة التوهج.
أمادو ديالو... سوبر ستار. مجنون. ساحر. يا له من لاعب!