سون هيونغ مين... قصة وفاء تُكتب من جديد مع توتنهام
في وقتٍ أصبحت فيه كرة القدم تجارة تُدار بالبند والشرط، وتُحسب فيها الولاءات بالأرقام، خرج توتنهام بخبر بسيط في ظاهره، لكنه عميق في دلالته:
تفعيل بند تمديد عقد سون هيونغ مين لعام إضافي حتى 2026.مجرد سطر، لكنه يعني الكثير. لأنه لا يتعلق فقط بتجديد عقد لاعب، بل بإعادة تأكيد العلاقة بين نادٍ وجماهيره ولاعبٍ اختار أن يكون وجهًا للقميص، لا مجرد رقم على الظهر.
سون ليس نجمًا... بل جزء من ذاكرة النادي
حين تتحدث عن سون، فأنت لا تذكر جناحًا سريعًا أو هدافًا بارعًا فقط، بل تحكي عن شاب كوري شرقي جاء إلى إنجلترا قبل سنوات، خجول النظرات، صافي القلب، ومع ذلك حوّل نفسه إلى أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز.
مع كل هدف يسجله، وكل ابتسامة يرسلها للجماهير، كان سون ينسج خيطًا إضافيًا في العلاقة التي تربطه بالنادي. لم يكن غريبًا أن تُفعل إدارة توتنهام بند التمديد مبكرًا — فهم لا يريدون مجرد لاعب إضافي في الفريق، بل يريدون القطعة التي لا تكتمل الصورة بدونها.
التمديد.. ليس فقط من أجل الملعب
لو كنت من متابعي سون عن قرب، فأنت تعرف أن مساهماته تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
سون يُعطيك أكثر من هدف أو تمريرة. يعطيك روحًا، يُعطيك مثالًا يُحتذى به في العمل، الصبر، والولاء.
هو شخصية تُشبه الفريق في صموده، وتُشبه الجماهير في حبها الهادئ الصاخب في آنٍ معًا.تفعيل بند تمديد عقده ليس فقط لحماية أصول الفريق، بل لأنهم يعرفون جيدًا أن فقدان سون سيكون فقدانًا للهوية.
من الظلال إلى القمة.. والرحلة مستمرة
منذ انضمامه لتوتنهام في 2015، واجه سون كل ما يمكن أن يواجهه لاعب أجنبي في إنجلترا:
الشكوك، المقارنات، الإصابات، وحتى الخدمة العسكرية التي فصلته مؤقتًا عن الملاعب.
لكنه لم يتوقف. لم يبحث عن مخرج، بل اختار الطريق الأصعب: أن يكسب ثقة الجميع بأفعاله، لا بكلماته.اليوم، بعد ما يقرب من عقد في لندن، لا أحد يشك في مكانة سون. بل إن كثيرين يعتبرونه أحد أعظم من ارتدى قميص توتنهام على الإطلاق. والآن، هو يستعد لإضافة فصل جديد في روايته... فصل قد يحمل النهاية السعيدة التي طال انتظارها.
لماذا هذا الخبر مهم فعلًا؟
في أوقات انتقالات اللاعبين بالملايين، وفي ظل صراع مستمر على الأسماء، تأتي لحظات كهذه لتُذكرنا أن كرة القدم، في جوهرها، ليست فقط عن المال، بل عن الانتماء.
ومع كل يوم يقضيه سون في توتنهام، نرى نموذجًا حيًا للاعب الذي اختار البقاء، رغم كل الإغراءات.توتنهام لم يجدد فقط عقد لاعبه الكوري، بل جدّد وعده لجماهيره: "نحن نعرف من نحن، ونعرف من يستحق أن يبقى معنا."
سون هيونغ مين ليس نجمًا عابرًا، بل هو قصة طويلة تُكتب بفصول من الصبر والوفاء والعطاء. وتمديد عقده حتى 2026 هو صفحة أخرى من هذه القصة الجميلة.
لا أحد يعلم ما تحمله السنوات القادمة، لكن ما نعرفه الآن أن توتنهام ما زال يمتلك قلبه النابض.
