لابورتا يتمسك بأراوخو: قلب الدفاع في قلب المشروع
في زمن تتسابق فيه الأندية الكبرى على استقطاب النجوم، يبرز اسم رونالد أراوخو كأحد أغلى الجواهر في سوق الانتقالات، ليس فقط من حيث القيمة السوقية، بل من حيث القيمة المعنوية التي يحملها داخل نادي برشلونة.
أمام هذه الحقيقة، لم يتأخر رئيس النادي، خوان لابورتا، في التعبير عن موقفه بصراحة ووضوح، مؤكدًا أن بقاء أراوخو أولوية قصوى بالنسبة له وللإدارة الرياضية الجديدة التي تعمل على إعادة بناء هوية الفريق مع المدرب هانزي فليك.
🧠 الرؤية الفنية: لاعب لا يُعوّض بسهولة
في الوقت الذي يعاني فيه برشلونة من تقلبات فنية وإدارية متكررة منذ رحيل ميسي، ظهر أراوخو كأحد الأعمدة الثابتة في مشروع النادي. بأسلوبه القتالي، وروحه القيادية، وقدرته العالية على إيقاف أخطر المهاجمين، أصبح الدولي الأورغوياني لا غنى عنه سواء في الخطط الدفاعية التقليدية أو في الضغط العالي الذي تبنّاه تشافي سابقًا وقد يواصله فليك مع تعديلات تكتيكية.
بعيدًا عن المهارة الدفاعية، فإن ما يُميز أراوخو فعليًا هو الذهنية. لا يتحدث كثيرًا، لكنه يقاتل على كل كرة، يتقدّم في اللحظات الحرجة، ويُلهم من حوله. إنه من النوعية التي لا تُقاس بأرقام، بل بتأثيرها الصامت داخل غرف الملابس.
🧾 لماذا يتمسك به لابورتا بهذا الشكل؟
عندما يقول لابورتا: "أنا أحب رونالد، إنه رجل عظيم"، فهو لا يُلقي مجاملة عابرة، بل يُلمح إلى أن اللاعب يمثّل بالنسبة له أكثر من مجرد مدافع. هو تجسيد للقيم التي يريد لابورتا ترسيخها في برشلونة: الولاء، القتال، والالتزام.
لابورتا يدرك جيدًا أن فقدان لاعب مثل أراوخو في هذا التوقيت سيُفسر على أنه فشل في الحفاظ على أعمدة الفريق، خاصة بعد رحيل أسماء مثل بوسكيتس، ألبا، وديمبيلي في السنوات الأخيرة. ومع وجود هانزي فليك، فإن الحفاظ على أراوخو يُعتبر خطوة تأسيسية لا غنى عنها لأي مشروع جاد.
⚠️ اهتمام يوفنتوس... مجرد بداية؟
ربما كان يوفنتوس أول من عبّر علنًا عن رغبته في ضم أراوخو، لكن في الواقع، لا يوجد نادٍ أوروبي كبير لا يُراقب موقفه. مانشستر يونايتد، بايرن ميونخ، وحتى باريس سان جيرمان، كلها أندية تفتقد لاعبًا بنفس خصائصه.
في عالم كرة القدم الحديث، عندما يكون اللاعب في سنّ مثالية (25 عامًا)، ويملك مقومات القيادة، ويشغل مركزًا حساسًا مثل قلب الدفاع، يصبح هدفًا إستراتيجيًا لأندية القارة العجوز. ولهذا، فإن تصريحات لابورتا لم تأتِ من فراغ، بل كنوع من الرد المبكر على العروض المغرية التي قد تتوالى.
🗣️ هل يريد أراوخو الرحيل فعلاً؟
لا توجد أي إشارات صريحة من اللاعب أو ممثليه تدل على رغبته في مغادرة برشلونة. بالعكس، هو دائمًا ما عبّر عن سعادته في النادي الكتالوني، ورغبته في حصد الألقاب بقميصه. لكن في المقابل، يحق له أن يُطالب بتحسين عقده، خصوصًا في ظل الفارق الكبير بين راتبه الحالي وبعض زملائه الأقل تأثيرًا.
هنا يأتي دور الإدارة: إما أن تُقدّم له مشروعًا مغريًا ومكانة تليق به، أو أن تخاطر بفقدان حجر أساس في فريق يُفترض أنه يُبنى للمستقبل.
مشروع فليك... وأهمية بقاء أراوخو
من المنتظر أن يُحدث هانزي فليك ثورة تكتيكية في برشلونة، تقوم على الانضباط، التوازن بين الدفاع والهجوم، والضغط المنظم. لكن لتحقيق ذلك، فهو بحاجة للاعبين يملكون أدوات عالية ومعدنًا قويًا... وأراوخو من هذه النوعية.
ببقائه، يُمكن لفليك أن يعتمد على محور دفاعي صلب، يُحرر به لاعبيه الآخرين للمشاركة في البناء الهجومي، كما أنه يضمن الحد من الأخطاء الدفاعية القاتلة التي كلفت الفريق كثيرًا الموسم الماضي.
المعادلة بسيطة
أراوخو ليس مجرد لاعب ممتاز، بل هو "رمز" لمشروع رياضي جديد.
ولابورتا، في لحظة حاسمة من رئاسته، يُدرك أن الحفاظ على هذا الرمز هو بمثابة إعلان صريح أن برشلونة لا يزال قادرًا على المنافسة، ليس فقط في الملعب، بل أيضًا في سوق الاحتفاظ بالنجوم.فهل تنجح الإدارة في الحفاظ عليه؟
وهل يكون أراوخو القائد القادم للفريق في مرحلة ما بعد ليفاندوفسكي وتير شتيغن؟
الأسابيع القادمة ستحمل الإجابة، لكن الرسالة وصلت... برشلونة لا يريد أن يخسر قلبه النابض مجددًا.