نيمار يتحدث بثقة: الدوري السعودي يتطور.. وكأس العالم هدفي القادم
لم يعد نيمار مجرد لاعب موهوب تتهافت عليه الأندية الكبرى، بل أصبح شخصية مؤثرة لها صوتها الخاص ومكانتها الواضحة في عالم كرة القدم. في مقابلة صريحة مع شبكة CNN، فتح النجم البرازيلي قلبه للحديث عن رحلته الجديدة في الدوري السعودي، ورؤيته لمستقبله مع منتخب بلاده، وعلى رأس أولوياته حلم المشاركة في مونديال 2026.
من باريس إلى الرياض.. تجربة لا تشبه سابقتها
قد يبدو للبعض أن انتقال نيمار من باريس سان جيرمان إلى أحد أندية الدوري السعودي كان خطوة مفاجئة، بل حتى مثيرة للجدل. لكن عندما تسمع نيمار يتحدث، تدرك أن الأمر أبعد من مجرد عرض مالي أو صفقة ضخمة.
قال نيمار بثقة:
"الدوري السعودي الآن أقوى من الدوري الفرنسي. أتفق تمامًا مع كريستيانو رونالدو."عبارة تحمل جرأة ووضوحًا. فالمستوى في السعودية – بحسب نيمار – لم يعد كما كان في السابق. هناك تطور حقيقي، لاعبين عالميين، أندية تنمو بسرعة، ومشاريع كروية جادة تُغيّر الصورة النمطية.
لكنه لم يُلغِ قيمة الدوري الفرنسي، بل وصفه بـ"القوي والمتوازن"، وعبّر عن احترامه لتجربته السابقة التي صنعت منه اسمًا لامعًا في أوروبا.كأس العالم... أكثر من مجرد هدف
بالنسبة لنيمار، فإن كأس العالم القادمة ليست مجرد محطة جديدة، بل حلم مؤجل من سنوات. هو يدرك تمامًا أن البرازيل لا ترضى بأقل من اللقب، وأن الفرصة القادمة قد تكون الأخيرة له على هذا المستوى.
قال بصوت يملؤه الإصرار:
"أريد أن أكون جزءًا من مونديال 2026. سأقاتل لأكون هناك."الكلمات بدت حقيقية، صادقة، وكأن نيمار يتحدث إلى نفسه قبل أن يتحدث إلى الآخرين. هو يعلم أن طريق العودة إلى المنتخب ليس سهلًا، خاصة مع المنافسة الشرسة وتقدم العمر، لكنه أظهر عزيمة لا تتزحزح، وإيمانًا بأنه ما زال قادرًا على تقديم الأفضل.
نيمار يرى السعودية كبوابة جديدة لا نهاية لها
ما يلفت الانتباه في حديث نيمار هو أنه لا ينظر إلى السعودية كـ"وجهة نهائية"، بل كمساحة مفتوحة للنمو.
هو لا يشعر بالغربة، بل يتحدث عن الحفاوة، وعن البيئة الكروية التي تساعد على التركيز، وعلى صناعة الفارق.قال:
"هناك مشروع كبير في الكرة السعودية. وأنا فخور بأن أكون جزءًا منه."ليست مجرد تصريحات مجاملة، بل نبرة لاعب يعرف جيدًا ماذا يريد من هذه التجربة، ويُدرك أن ما يفعله اليوم سيكون له أثر غدًا، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى اللاعبين الآخرين الذين قد يسلكون نفس الطريق لاحقًا.
نيمار الجديد.. أكثر نضجًا، أقل ضجيجًا
ما يُميّز نيمار الآن، هو تلك اللمسة من الهدوء التي ترافقه. لم يعد يردّ على الانتقادات بالصوت العالي، ولم يعد بحاجة إلى إثبات شيء لأحد.
كل ما يفعله الآن هو العمل.
الصبر.
الاستعداد للحظة القادمة.هو نيمار الذي كبر أمامنا جميعًا، من فتى ساحر في سانتوس، إلى نجم عالمي في برشلونة وباريس، إلى لاعب يتأمل المستقبل بعين مختلفة تمامًا.
حديث نيمار الأخير لا يحمل مجرد أخبار رياضية عابرة، بل يكشف عن وجه أكثر واقعية للنجم البرازيلي.
وجه مليء بالطموح، لكنه يعرف حدود الواقع.
يعترف بالتحديات، لكنه لا يتراجع.هو نيمار الذي ما زال يحلم، رغم كل شيء.
يحلم بالمجد في الملاعب السعودية، ويحلم بحمل قميص البرازيل في نهائي كأس العالم... مرة أخرى.