https://otieu.com/4/9519667 ستيفن جيرارد في طريقه للانفصال عن الاتفاق السعودي بعد فترة وجيزة

ستيفن جيرارد في طريقه للانفصال عن الاتفاق السعودي بعد فترة وجيزة

 


ستيفن جيرارد يقترب من مغادرة الاتفاق: نهاية تجربة قصيرة ومضطربة في الدوري السعودي


في تطور لافت، باتت أيام المدرب الإنجليزي ستيفن جيرارد على رأس الجهاز الفني لنادي الاتفاق السعودي معدودة، وذلك وفقًا لتقارير صحفية متعددة أشارت إلى أن الطرفين في طريقهما للانفصال بالتراضي خلال الأيام القليلة المقبلة. خبر قد لا يبدو مفاجئًا في ظل التراجع الفني الكبير للفريق مؤخرًا، لكنه بلا شك يفتح باب التساؤلات عن مدى نجاح التجربة، وما الذي تعنيه هذه الخطوة في مسيرة جيرارد التدريبية.


بداية صاخبة... ونهاية صامتة


عندما أعلن نادي الاتفاق في صيف عام 2023 عن تعيين ستيفن جيرارد مديرًا فنيًا للفريق، كانت الخطوة تُعد مفاجأة مدوية في أوساط كرة القدم، ليس فقط في السعودية بل حتى في أوروبا. فجلب أحد أبرز أساطير الدوري الإنجليزي الممتاز إلى دوري روشن للمحترفين كان يعكس طموحًا سعوديًا واضحًا في استقطاب الأسماء اللامعة على جميع المستويات، وليس فقط على مستوى اللاعبين.


جيرارد، الذي خاض تجربة تدريبية متوسطة في أستون فيلا بعد نجاح نسبي مع رينجرز في الدوري الاسكتلندي، كان يُنظر إليه كأحد أبرز المدربين الشباب في إنجلترا، خاصة لما يتمتع به من شخصية قيادية وتاريخ كروي غني. وصوله إلى الاتفاق، رغم أنه بدا غريبًا في توقيته، اعتُبر محاولة لإعادة بناء مجده التدريبي في بيئة مختلفة، أقل ضغطًا وربما أكثر مرونة.


لكن بمرور الأشهر، بدأت الصورة المثالية تتلاشى تدريجيًا.


نتائج باهتة... وطموحات لا تتحقق


رغم البداية المشجعة التي قدّم فيها الفريق مستويات متوسطة مع تماسك دفاعي نسبي، إلا أن النتائج بدأت بالتراجع مع دخول الموسم في مراحله المتقدمة. الاتفاق بات فريقًا غير مستقر، لا يقدم الأداء المنتظر منه، ولا يحقق نتائج تُوازي حجم الأسماء التي استقطبها، سواء على مستوى الطاقم الفني أو اللاعبين.


ورغم امتلاك جيرارد لبعض الأسلحة المهمة، مثل الفرنسي موسى ديمبيلي والهولندي جورجينيو فينالدوم، لم يتمكن الفريق من الدخول في المنافسة على المراكز المتقدمة. بل باتت الهزائم تتكرر، والتعادلات تُحبط الجمهور، وتلاشى الأمل في تحقيق شيء ملموس هذا الموسم.


التوتر داخل الكواليس: إشارات مبكرة لنهاية قريبة


عدة مؤشرات بدأت تتصاعد خلال الأسابيع الماضية تؤكد أن العلاقة بين جيرارد وإدارة النادي لم تعد على نفس الوتيرة من التفاهم. تقارير إعلامية تحدثت عن خلافات فنية بشأن سياسة التعاقدات، وأخرى أشارت إلى تململ في بعض أوساط الجهاز الفني نتيجة عدم وضوح الرؤية أو الضغط الإعلامي الذي صاحب التعاقد مع اسم بحجم جيرارد.


الأكثر من ذلك، أن بعض مقاطع الفيديو والصور التي تم تداولها مؤخرًا أظهرت تراجع الحماس داخل الطاقم التدريبي، وتغيرًا واضحًا في لغة جسد المدرب الإنجليزي نفسه، وكأن الرجل بات يدرك أن مغادرته ليست إلا مسألة وقت.


الجماهير منقسمة: بين من يرى الخيبة ومن يتفهم السياق


ردود الفعل الجماهيرية على أنباء رحيل جيرارد جاءت متباينة. البعض اعتبر أن التعاقد مع مدرب بلا خبرة كافية في الدوريات القوية كان منذ البداية مخاطرة غير محسوبة، في حين رأى آخرون أن المشكلة ليست في المدرب وحده، بل في غياب منظومة فنية متكاملة تساعده على النجاح، إضافة إلى قلة الصبر الذي لا يزال يطغى على الأندية في تعاملها مع المشاريع طويلة المدى.


في استطلاع للرأي نشره أحد الحسابات الرياضية الشهيرة في السعودية، قال 62% من المشاركين إنهم لا يرون بقاء جيرارد مفيدًا للفريق، بينما عبّر 38% عن قناعتهم بأن المدرب لم يُمنح الوقت الكافي لبناء فريق قادر على المنافسة.


من يتحمل مسؤولية الإخفاق؟


من السهل أن يُحمَّل المدرب دائمًا وزر النتائج، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. جيرارد واجه عدة تحديات منذ اللحظة الأولى له في الدوري السعودي، بداية من التكيف مع بيئة جديدة ثقافيًا وتكتيكيًا، مرورًا بمحدودية الخيارات في بعض المراكز، وانتهاءً بضغط جماهيري وإعلامي كان من الصعب تجاهله.


في المقابل، لم تُظهر إدارة الاتفاق صبرًا كافيًا على المشروع، خصوصًا وأنها لم تعلن رسميًا يومًا عن وجود خطة طويلة المدى مع جيرارد، بل بدا الأمر وكأنه صفقة تسويقية أكثر من كونه مشروعًا فنيًا متكامل الأركان.


هل انتهت مغامرة جيرارد التدريبية؟


رحيل جيرارد عن الاتفاق، إن تم رسميًا، لن يعني بالضرورة فشلًا كاملًا، لكنه بالتأكيد سيكون محطة مؤلمة في مسيرته التدريبية، وقد تفرض عليه مراجعة شاملة لخياراته المهنية المقبلة. فمن الصعب أن يتلقى عرضًا من نادٍ أوروبي كبير بعد تجربتين غير ناجحتين في أستون فيلا والاتفاق.


لكن في ذات الوقت، يظل اسم جيرارد يحمل قيمة معنوية كبرى، وسيظل مغريًا لبعض الأندية الطموحة الباحثة عن شخصية قيادية قوية، خاصة في دوريات مثل الدوري الأميركي أو بعض الدوريات الآسيوية الأخرى التي قد تكون بيئة أكثر هدوءًا لبناء مسار تدريبي جديد.


الاتفاق ما بعد جيرارد: ما الخيارات المطروحة؟


على صعيد الاتفاق، فإن النادي بات مطالبًا بسرعة التحرك لاختيار بديل يمكنه قيادة الفريق في ما تبقى من الموسم دون أن يهدر المزيد من النقاط. ومن المتوقع أن تبحث الإدارة عن مدرب يمتلك خبرة بالدوري السعودي، أو مدرب أوروبي يمتلك سجلًا واضحًا في التعامل مع ظروف مشابهة.


ورغم أن بعض الأسماء بدأت تُتداول مثل خوسيه سييرا أو بيدرو إيمانويل، إلا أن القرار النهائي سيعتمد على عوامل عدة، من بينها الطموحات المستقبلية للنادي، وتوجهاته في سوق الانتقالات الصيفية.


الخلاصة: تجربة بلا أثر... لكنها تحمل دروسًا


ما بين وصول جيرارد إلى الاتفاق وسط أضواء الكاميرات، ورحيله المتوقع في صمت نسبي، تكمن قصة قصيرة لكنها تحمل الكثير من الدروس: عن أهمية المواءمة بين الطموح الفني والواقعية، عن ضرورة الصبر على المشاريع، وعن تحديات الانتقال من نجم عالمي إلى مدرب يحتاج لإثبات نفسه بواقعية.


قد تكون مغادرة جيرارد محبطة للكثيرين ممن راهنوا على نجاحه في الشرق الأوسط، لكنها في الوقت ذاته فرصة له لإعادة بناء مسيرته من جديد. أما نادي الاتفاق، فلعله يدرك الآن أن الاسم اللامع وحده لا يصنع النجاح... بل الاستراتيجية الواضحة، والاستمرارية، والثقة.


رابط صفحة الفايسبوك  من هنا

' class='toctitle' for='naToc'>
    `+html+`
`;/**/