https://otieu.com/4/9519667 برشلونة يكتسح فالنسيا بخماسية ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الملك

برشلونة يكتسح فالنسيا بخماسية ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الملك


برشلونة يسحق فالنسيا بخماسية نظيفة ويبلغ نصف نهائي كأس الملك بثقة الكبار


ليلة لا تُنسى عاشها جمهور برشلونة، حيث استعرض الفريق الكتالوني قوته الهجومية بأداء هجومي ساحر سحق به فالنسيا بخمسة أهداف نظيفة، ليحجز بطاقة العبور إلى نصف نهائي كأس الملك. لم تترك كتيبة المدرب تشافي هيرنانديز أي مجال للشك في تفوقها، وجاء العرض الكروي متناغمًا بين الأداء الفني الرفيع والانضباط التكتيكي، مع بروز واضح لأسماء خط الهجوم وعلى رأسهم "رجل المباراة" فيران توريس.

بداية إعصارية وأهداف مبكرة

منذ الدقيقة الأولى، بدا أن برشلونة مصمم على إنهاء الأمور مبكرًا. في الدقيقة 3 فقط، افتتح فيران توريس التسجيل بعد تحرك ممتاز داخل منطقة الجزاء وتسديدة حاسمة أربكت دفاع فالنسيا. لم يتوقف اللاعب الإسباني عند هذا الحد، فواصل الضغط، وسجّل الهدف الثاني في الدقيقة 17 بعد هجمة مرتدة منظمة قادها لامين يامال بانطلاقته السريعة من الرواق الأيمن.

أما الدقيقة 23، فقد حملت ثالث الأهداف للبلوغرانا عن طريق فيرمين لوبيز، اللاعب الشاب الذي استغل تمريرة بيدري داخل المنطقة وأودعها الشباك بكل برودة أعصاب، مؤكّدًا حضوره اللافت هذا الموسم، وموضحًا أن خط وسط برشلونة يملك تنوعًا حقيقيًا في أدواته.

فيران توريس.. "هاتريك" من ذهب

قبل أن يُسدل الستار على الشوط الأول، كان فيران توريس يعود من جديد ليكمل "الهاتريك" الشخصي في الدقيقة 30. تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء وضعها في الزاوية البعيدة بعد خطأ دفاعي واضح من فالنسيا. الهاتريك لم يكن مجرد أرقام بالنسبة لتوريس، بل كان تتويجًا لمجهود جماعي ودور قيادي واضح، حيث لعب دور الهداف والمموّل، وتحرك بين الخطوط كقائد حقيقي للهجوم.

شوط ثانٍ بهدوء وهدف خامس

في الشوط الثاني، دخل برشلونة بأريحية واضحة في ظل التقدم الكبير، لكن الفريق لم يتراجع كثيرًا، بل واصل الضغط وإن بوتيرة أقل. فالنسيا حاول أن يتماسك، وشن بعض الهجمات الخجولة، لكنها لم تكن كافية لتقليص الفارق أمام تنظيم دفاعي صارم بقيادة أراوخو وكريستنسن.

وجاء الهدف الخامس في الدقيقة 59 ليُنهي أي آمال متبقية لفالنسيا. هذه المرة كان الهدف بتوقيع النجم الواعد لامين يامال، الذي أثبت مرة أخرى أنه أحد أهم اكتشافات الموسم في أوروبا. تحركه السلس، ورؤيته الميدانية، والقدرة على إنهاء الهجمة بثقة كلها أمور تجعله مشروع نجم عالمي.

أداء جماعي فائق

ما ميز هذا الانتصار ليس فقط النتيجة الكبيرة، بل الطريقة التي تحقق بها. برشلونة بدا كفريق منسجم تمامًا، يعرف متى يهاجم ومتى يدافع، ويتناقل الكرة بسلاسة تامة. تمركز لاعبي الوسط كان مثاليًا، خصوصًا بيدري ودي يونغ، بينما ساهم كانسيلو وبالدي على الأطراف في فتح المساحات وإرباك دفاعات فالنسيا.

حتى في غياب أسماء وازنة مثل ليفاندوفسكي أو غوندوغان من التشكيلة الأساسية، بدا الفريق قويًا ومنظمًا، مما يعكس العمل الكبير الذي يقوم به الجهاز الفني بقيادة تشافي.

فالنسيا.. انهيار دون مقاومة

أما بالنسبة لفالنسيا، فلم يقدم الفريق أي مقاومة حقيقية. بدا الدفاع مفككًا، وخط الوسط غير قادر على مجاراة سرعة التمرير والضغط الذي مارسه برشلونة. الحارس مامارداشفيلي تعرض لوابل من التسديدات ولم يُوفّق كثيرًا في إبعادها، بينما لم يظهر الهجوم بأي فاعلية تُذكر.

السقوط بخماسية سيترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على فالنسيا، خصوصًا وأنها المرة الثانية هذا الموسم التي يتلقى فيها الفريق هزيمة ثقيلة أمام برشلونة، بعدما خسر سابقًا بنتيجة 7-1 في مجموع المباراتين.

أرقام قياسية وتحذير للمنافسين

بهذا الفوز، رفع برشلونة عدد أهدافه في شباك فالنسيا إلى 12 هذا الموسم في مباراتين فقط، وهو رقم يعكس الفجوة بين الفريقين على مستوى الجودة الفنية والجاهزية. كما أن فيران توريس أصبح أول لاعب يسجل هاتريك في كأس الملك هذا الموسم، مما يُعيده إلى دائرة الضوء بعد فترة من التراجع.

على الجانب الدفاعي، حافظ الفريق على نظافة شباكه، وهو إنجاز مهم في سياق بناء الثقة قبل مباريات نصف النهائي التي ستكون أكثر تعقيدًا، حيث سيواجه برشلونة ريال سوسيداد، الفريق الذي يعتبر أحد أكثر الفرق تنظيمًا في الدوري الإسباني هذا الموسم.

تشافي يعلّق: "هذا هو برشلونة الذي نريده"

بعد اللقاء، ظهر المدرب تشافي هيرنانديز مبتسمًا في المؤتمر الصحفي، وصرح قائلًا: "أنا فخور بأداء اللاعبين، اليوم شاهدنا برشلونة الحقيقي. روح الانتصار، الضغط العالي، والفعالية أمام المرمى كلها عناصر ظهرت بوضوح. أمامنا تحديات أكبر، لكن بهذه الروح يمكننا أن نُحقق الكثير."

القادم: صراع ناري أمام سوسيداد

الطريق نحو نهائي كأس الملك يمر عبر ريال سوسيداد، الخصم الذي لا يُستهان به. سيحتاج برشلونة إلى نفس الروح والانضباط التكتيكي الذي ظهر به أمام فالنسيا، وربما أكثر، في ظل صعوبة الخصم وتنوع أساليبه الهجومية.

ولكن بهذا الأداء، وبعودة الأسماء الكبيرة تدريجيًا من الإصابات، يبدو أن برشلونة بات أكثر جاهزية لتحقيق لقب طال انتظاره منذ سنوات، واستعادة هيبة الفريق في المسابقات المحلية.

خماسية نظيفة، "هاتريك" لتوريس، هدف ليا مال، وانتصار بروح كتلونية خالصة... برشلونة يوجه رسالة قوية لكل من تبقى في البطولة: "نحن قادمون، وبقوة". لا شك أن هذه المباراة ستُسجَّل كواحدة من أجمل ليالي البلوجرانا في كأس الملك، وأشبه ببيان رسمي بأن الفريق لا يزال يملك ما يكفي ليُقاتل على كل جبهة.


' class='toctitle' for='naToc'>
    `+html+`
`;/**/