أرسنال يُسجل فوزًا ساحقًا على سيتي: أرتيتا يقسو على جوارديولا بخماسية تاريخية



 أرتيتا يُهين جوارديولا في ليلة لا تُنسى: أرسنال يُمزق كبرياء مانشستر سيتي بخماسية مدوية

في مواجهة كروية حملت كل معاني الدراما، والإثارة، والتحول التكتيكي، سطّر ميكيل أرتيتا فصلاً جديدًا في تاريخ مواجهاته مع أستاذه السابق بيب جوارديولا، عندما قاد أرسنال لفوز تاريخي بنتيجة 5-1 على مانشستر سيتي، في إحدى أبرز قمم الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز. لم يكن مجرد انتصار، بل كان إعلانًا صارخًا من فريق شاب وجائع يُثبت أنه لم يعد في مرحلة التعلم، بل في طور الهيمنة.

بداية إعصارية: الصدمة المبكرة

مع إطلاق الحكم صافرة البداية، لم يُظهر أرسنال أي تردد. الدقيقة الثانية فقط كانت كافية لكي يضع النرويجي المتألق مارتن أوديغارد بصمته الأولى على اللقاء. كرة مقوسة بلمسة فنية، سكنت الزاوية البعيدة لحارس السيتي، لتُفجر فرحة جنونية بين أنصار "الغانرز" وتُرسل رسالة مبكرة بأن أرسنال لن يكتفي بالمشاهدة.

الهدف المبكر لم يكن محض مصادفة، بل نتيجة إعداد نفسي وتكتيكي رائع من أرتيتا. ضغط عالٍ من أول دقيقة، وتنظيم مذهل في خط الوسط، وغلق تام للمساحات أمام مفاتيح لعب السيتي، خاصة دي بروين وبرناردو سيلفا.

عودة مؤقتة للسيتي: هالاند يُشعل الآمال

مانشستر سيتي، كعادته، لم ينهَر سريعًا. رغم ارتباكه في الشوط الأول، دخل الفريق الشوط الثاني بصورة مغايرة. التمريرات القصيرة والسريعة بدأت تجد طريقها، وفي الدقيقة 55، تمكّن إيرلينغ هالاند من معادلة النتيجة بضربة رأسية قوية، بعد عرضية رائعة من جاك غريليش.

الهدف أعاد بعض الاتزان للفريق السماوي، وأشعل المدرجات التي كانت تنتظر لحظة التحول، لكن ما حدث بعد دقيقة واحدة فقط، قلب كل شيء رأسًا على عقب.

دقيقة الانفجار: توماس يرد الصاع صاعين

بينما كان جمهور السيتي لا يزال يحتفل بهدف التعادل، جاء الرد القاتل من لاعب الوسط الغاني توماس بارتي، الذي أطلق قذيفة أرضية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 56، هزت شباك إيدرسون مجددًا، وأعادت أرسنال للتقدم.

الهدف الثاني لم يكن مجرد عودة في النتيجة، بل كان كسرًا نفسياً واضحاً لمنظومة السيتي. بدا الارتباك واضحًا على دفاع الفريق الأزرق، وظهر جوارديولا مذهولًا على الخط الفني، غير قادر على استيعاب الانهيار السريع.

الموج الأحمر يستمر: سكيلي وهافيرتز يجهزان على السيتي

في الدقيقة 62، انطلقت الهجمة المرتدة المثالية من أرسنال. تمريرات سريعة من الخلف إلى الأمام، انتهت عند قدم الشاب سكيلي الذي لم يتردد لحظة في تسديد كرة أرضية قوية سكنت الزاوية السفلية، معلنًا ثالث أهداف المدفعجية.

وفي الدقيقة 76، أضاف كاي هافيرتز اسمه إلى لائحة المسجلين، بعدما استغل هفوة دفاعية قاتلة من روبن دياز، لينفرد بالحارس ويضع الكرة بثقة في الشباك.

الهدف الرابع أنهى آمال السيتي تمامًا، وحوّل الدقائق المتبقية إلى وقت للعرض الكروي فقط من جانب أرسنال.

الختام المهين: الهدف الخامس والاحتفال الرمزي

لم يكن جمهور السيتي يتخيل أنه سيشهد انهيارًا من هذا النوع على أرضه، لكن أرسنال لم يرحم. وفي الدقيقة 92، سجل البديل تروسار الهدف الخامس بعد مراوغة مبهرة وتسديدة لا تصد، ليضع نقطة النهاية في أمسية سوداء لجماهير السماوي.

بعد صافرة النهاية، التقطت الكاميرات لحظة رمزية للغاية: هالاند، في مشهد نادر، يحمل قميص أرسنال وهو يبتسم، في لقطة تكرست كإشارة إلى أن عصر السيتي قد يتعرض لهزة حقيقية هذا الموسم. أما بيب جوارديولا، فبدا في حالة من الانكسار الذهني، وتحدث بعد المباراة باعتراف نادر بأن “أرسنال كان الأفضل بكل تفاصيل اللعبة”.

أرسنال: من التحدي إلى الزعامة

بهذا الانتصار، يواصل أرسنال تألقه اللافت هذا الموسم. الفريق يحتل المركز الثاني خلف ليفربول بفارق الأهداف فقط، ويبدو أنه اكتسب شخصية البطل. ميكيل أرتيتا لم يعد ذلك المساعد الذي تعلم من جوارديولا، بل أصبح منافسًا شرسًا يُفكر بعمق ويُنفذ بخبرة.

ما يميز أرسنال هذا الموسم ليس فقط قوة تشكيلته، بل تنوع الحلول، الانضباط التكتيكي، ووضوح الرؤية. الدفاع بقيادة غابرييل وساليبا صار أكثر صلابة، وخط الوسط يمتلك الديناميكية بين القوة (توماس) والرؤية (أوديغارد)، أما الهجوم فهو متنوع ومباغت، مع لاعبين قادرين على التسجيل من كل الزوايا.

السيتي: أزمة ثقة أم بداية النهاية؟

من ناحية أخرى، يعيش مانشستر سيتي لحظة حرجة. ليست فقط الهزيمة، بل الطريقة التي خسر بها. دفاع مفكك، وسط ملعب غير منظم، وهجوم يعتمد بشكل مفرط على الفرديات. هالاند، رغم تسجيله هدفًا، لم يجد الدعم الكافي، فيما بدا دي بروين وكأنه خارج الفورمة.

هذه الخسارة قد تكون بداية تراجع في زخم السيتي، الذي ظهر عليه الإعياء الذهني والبدني، وهو أمر خطير في سباق طويل كالدوري الإنجليزي. جوارديولا مطالب بإعادة تقييم فني شامل، وتعديل طريقة اللعب التي بدأت الفرق تقرأها جيدًا.

صراع اللقب يشتعل

النتيجة وضعت أرسنال في قلب المنافسة على اللقب، وأرسلت رسالة قوية إلى بقية الفرق: الفريق اللندني لم يعد الحصان الأسود، بل أحد المرشحين الرئيسيين. أما السيتي، فبحاجة إلى استعادة توازنه بسرعة إن أراد الحفاظ على هيبته كبطل.

كرة القدم لا تعترف بالأسماء

هذا اللقاء يُعيد التذكير بحقيقة جوهرية في عالم المستديرة: الأسماء لا تصنع الانتصارات، بل الأفكار، التنظيم، والحماس. أرتيتا فاز على أستاذه ليس لأنه يملك الأفضل على الورق، بل لأنه قرأ المباراة بشكل مثالي، ونقل طاقته إلى اللاعبين.

خماسية أرسنال ستبقى في الذاكرة، ليس فقط للنتيجة، بل للرسالة: أن "المدفعجية ليسو الأسهل