عمر مرموش يبدع ويسطر التاريخ مع مانشستر سيتي برباعية مذهلة: ليلة لا تُنسى للنجم المصري في البريميرليغ
في ليلة كروية ستبقى عالقة في الأذهان لسنوات طويلة، فجّر النجم المصري عمر مرموش مفاجأة من العيار الثقيل بقميص مانشستر سيتي، بعدما قاد فريقه لاكتساح نيوكاسل يونايتد برباعية نظيفة، سجل منها ثلاثية "هاتريك" مذهلة، ليدوّن اسمه في سجلات المجد ويثبت نفسه كواحد من أبرز اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
هذه المباراة لم تكن مجرد ثلاث نقاط لفريق المدرب بيب جوارديولا، بل كانت إعلانًا صريحًا عن ولادة نجم جديد في سماء الكرة العالمية، مصري الهوى، أفريقي الملامح، وأوروبي الأداء. عمر مرموش لم يسجل فقط، بل روّض الملعب وأشعل المدرجات وأذهل الجماهير بلمساته الذكية وسرعته وانسجامه الكامل مع إيقاع الفريق السماوي.
بداية القصة: مرموش يطرق أبواب المجد
منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في صفقة أثارت الجدل بين مشككين ومتفائلين، لم يكن كثيرون يتوقعون أن يندمج مرموش سريعًا مع منظومة السيتي المعقدة. لكن النجم المصري كان يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت. فقد بدأ تدريجيًا في كسب ثقة المدرب بيب جوارديولا، الذي من المعروف أنه لا يمنح الفرص بسهولة، خاصة في فريق مزدحم بالنجوم والأسماء الثقيلة.
في مواجهة نيوكاسل، جاءت الفرصة الذهبية. دخل مرموش التشكيلة الأساسية للمباراة، مستفيدًا من غياب بعض العناصر بسبب الإصابة أو الراحة. وكانت النتيجة صاعقة للجميع، فبعد دقائق معدودة فقط من انطلاق اللقاء، بدأ مرموش في رسم لوحته الخاصة على عشب ملعب الاتحاد.
الدقيقة 19: الهدف الأول.. لحظة الإعلان
بعد ضغط متواصل من لاعبي السيتي، تلقى مرموش تمريرة بينية عبقرية من دي بروين، انفرد على إثرها بالمرمى وسدد الكرة بدقة متناهية على يمين الحارس نيك بوب. كان هدفًا يجمع بين المهارة والهدوء، والأهم أنه هدفه الرسمي الأول بقميص مانشستر سيتي. حينها، بدا أن شيئًا استثنائيًا على وشك الحدوث.
الدقيقة 24: الهدف الثاني.. الثقة تتجسد
لم يمر سوى خمس دقائق فقط، حتى عاد مرموش ليؤكد أن الهدف الأول لم يكن صدفة. فقد استغل ارتباكًا في دفاع نيوكاسل، وخطف الكرة من أمام المدافع ثم سددها بقوة لترتطم بالقائم وتدخل الشباك وسط ذهول جماهير الفريق الخصم. كانت هذه اللحظة بمثابة رسالة واضحة: عمر مرموش ليس مجرد بديل، بل منافس حقيقي على مكانة أساسية في كتيبة الأبطال.
الدقيقة 34: الهاتريك.. ولادة أسطورة
الهجمة الثالثة كانت الأكثر إثارة، وجاءت بعد سلسلة تمريرات رائعة بدأت من رودري وانتهت عند فيل فودين، الذي مرر كرة عرضية دقيقة إلى داخل منطقة الجزاء، ارتقى لها مرموش بضربة رأسية قوية عانقت الشباك. ثلاثية تاريخية، في أول مباراة كاملة يخوضها مع مانشستر سيتي في الدوري.
الجماهير وقفت وصفقت، وزملاؤه هرعوا إليه للاحتفال، فيما ظهر بيب جوارديولا على الخط مبتسمًا للمرة الأولى منذ بداية اللقاء. لقد كان مشهدًا فنيًا كاملاً لا ينقصه شيء: التألق، الحماسة، والانبهار الجماهيري.
الدقيقة 84: ختام العزف بهدف ماكاتي
ومع تراجع نيوكاسل الكامل، واصل السيتي ضغطه، ليضيف الشاب ماكاتي الهدف الرابع بعد هجمة منظمة أنهاها بتسديدة أرضية على يسار الحارس. الهدف لم يغير شيئًا في الرواية الأساسية للمباراة، لكنه أغلق كتابًا حمل توقيع عمر مرموش في صفحاته الأولى.
أداء تكتيكي متكامل.. ومرونة ذهنية
لم يكن تألق مرموش محصورًا في الأهداف الثلاثة، بل امتد إلى كل زوايا الملعب. تحركاته الذكية دون كرة، قدرته على استغلال المساحات، تمريراته الحاسمة، وحتى إسهاماته الدفاعية في بعض لحظات الضغط، عكست نضجًا كبيرًا في تفكيره وتطوره المستمر كلاعب.
جوارديولا لم يتوانَ في الإشادة به خلال المؤتمر الصحفي، حيث قال:
"مرموش لاعب موهوب للغاية. كنا نعرف إمكاناته، واليوم أظهر لنا لماذا كان علينا التوقيع معه. ما قدمه الليلة ليس مجرد تألق فردي، بل كان جزءًا من منظومة جماعية ذكية جداً."
انعكاسات الفوز على مستقبل مرموش
هذه المباراة ستكون علامة فارقة في مسيرة عمر مرموش. ليس فقط لأنها أول ثلاثية له في الدوري الإنجليزي، بل لأنها جاءت في لحظة كان يحتاج فيها لإثبات الذات. في فريق مليء بالمنافسة، فإن التوهج في مباراة واحدة قد يعني كل شيء. والآن، مرموش بات مرشحًا قويًا للمشاركة بانتظام في المباريات القادمة، وربما يصبح الورقة الرابحة في تكتيك بيب جوارديولا لما تبقى من الموسم.
الإعلام الإنجليزي يشيد.. والجمهور المصري يفخر
صفحات الصحف الإنجليزية امتلأت بصور مرموش، وتسابقت العناوين في وصف ما حدث:
- "الساحر المصري يُذهل البريميرليغ" (ديلي ميل)
- "مرموش يفتح صفحة جديدة في تاريخ مانشستر سيتي" (ذا صن)
- "هاتريك ذهبي في ليلة لا تُنسى" (ذا غارديان)
وفي مصر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فرحًا بهذا الإنجاز. وانهالت رسائل التهاني من نجوم سابقين، وإعلاميين، وحتى مشجعين من مختلف الأندية، معتبرين أن عمر مرموش قد أعاد للأذهان تألق محمد صلاح في بداياته مع ليفربول، وأنه يسير على طريق المجد.
بداية جديدة أم لحظة عابرة؟
ما قدمه عمر مرموش في هذه المباراة لا يُمكن وصفه إلا بأنه "إعلان عالمي". اللاعب الذي بدأ رحلته في ملاعب القاهرة، وانتقل في صمت إلى أوروبا، ها هو اليوم يتصدر عناوين الصحف، ويصنع المجد بأقدامه.
الكرة الآن في ملعبه، فإما أن يواصل العمل بجدّ، ويثبت أن هذا التألق ليس صدفة، أو يعود إلى الظل كما حدث مع لاعبين كُثر.
لكن شيء واحد بات مؤكدًا: الدوري الإنجليزي بات يشهد ميلاد نجم مصري جديد، اسمه عمر مرموش.