كارثة في آنفيلد: توتنهام ينهار أمام ليفربول.. والأخير يطير إلى النهائي
بقلم: Malakoora
منذ صافرة البداية، بدت المباراة وكأنها اختبار صعب لتوتنهام، لكن أحدًا لم يتوقع أن يتحول ذلك التحدي إلى كارثة كروية بكل المقاييس. على ملعب "آنفيلد"، حيث لا يُرحم الضعفاء، سقط توتنهام برباعية موجعة أمام ليفربول، ليُقصى من نصف نهائي كأس الرابطة الإنجليزية بطريقة أثارت جدلًا واسعًا في أوساط الجماهير والإعلام.
في المقابل، واصل ليفربول التألق بثقة وثبات، تحت قيادة مدربه الجديد أرني سلوت، الذي يبدو أنه بدأ بسرعة قياسية في إعادة بناء شخصية الفريق بعد رحيل يورغن كلوب.
خاكبو يطلق الرصاصة الأولى
مرت نصف ساعة أولى لم تُظهر أي تفوق هجومي واضح لأي من الفريقين. لكن كما هي العادة في ملاعب الكبار، لا تحتاج الفرق الكبيرة للكثير من الفرص لتصنع الفارق. في الدقيقة 34، مرر تياجو ألكانتارا كرة رائعة، تخطت الخط الدفاعي المترهل لتوتنهام، ووصلت إلى كودي خاكبو الذي لم يتردد في تسديدها بكل هدوء إلى شباك فيكاريو، معلنًا الهدف الأول.
منذ تلك اللحظة، تغيّرت ملامح المباراة كليًا. ليفربول بدأ يتحرك بحرية أكبر، وتوتنهام بدا مرتبكًا ومفتقرًا للثقة والروح.
محمد صلاح.. عودة الهداف
في الشوط الثاني، دخل توتنهام وكأنه يبحث عن أمل، لكن الأمل تبخر سريعًا. بعد خطأ دفاعي واضح من روميرو في منطقة الجزاء، احتسب الحكم ركلة جزاء لليفربول. محمد صلاح، الذي عاد للتو من فترة غياب نسبي عن التسجيل، واجه المرمى بكل ثقة وسجل الهدف الثاني في الدقيقة 51.
كان هذا الهدف بمثابة ضربة قاضية معنويًا للاعبي توتنهام، حيث ظهر التوتر والارتباك في تحركاتهم، فيما تحوّل ليفربول إلى ماكينة ضغط منظمة، تلتهم كل محاولة للخروج من الخلف.
انهيار توتنهام الكامل
في الدقيقة 75، زاد الطين بلة. من خارج منطقة الجزاء، أطلق دومينيك سوبوسلاي تسديدة مذهلة سكنت الزاوية العليا، ليتحول الأمر من تفوق إلى إذلال كروي. لم تكد جماهير توتنهام تلتقط أنفاسها، حتى ارتقى فان دايك فوق الجميع في ركلة ركنية عند الدقيقة 80، وسجّل الهدف الرابع بضربة رأسية قوية.
ما تبقى من المباراة كان وقتًا مستقطعًا بلا روح. ليفربول يمرر ويسيطر، وتوتنهام ينتظر صافرة النهاية للهروب من الجحيم الأحمر.
رجل المباراة: سوبوسلاي يسرق الأضواء
رغم تسجيل خاكبو وصلاح وفان دايك، إلا أن المجري دومينيك سوبوسلاي كان الرجل الأبرز على أرض الملعب. لمساته، تحركاته، قراءته للملعب، والأهم من ذلك تسديدته الساحرة التي ترجمها إلى هدف ثالث، جعلت منه نقطة ارتكاز في وسط ميدان ليفربول.
ليس من المبالغة القول إن سوبوسلاي بدأ يخطو بثبات نحو أن يكون القائد الفني الجديد للريدز في مرحلة ما بعد كلوب.
بوستيكوغلو في عين العاصفة
الحديث الآن لا يدور فقط عن خسارة مباراة، بل عن أزمة هوية يعيشها توتنهام. الفريق بدا ضائعًا، بلا خطة واضحة، وبلا أي مقاومة. تمريرات عشوائية، دفاع هزيل، وهجوم بلا أنياب. الأسوأ من ذلك أن الفريق لم يسجّل أي تسديدة مؤطرة طوال 90 دقيقة كاملة.
أنجي بوستيكوغلو، الذي بدأ الموسم بقوة، يجد نفسه اليوم في موقف صعب. الإعلام الإنجليزي بدأ فعليًا بطرح الأسئلة عن جدوى استمراره، والجماهير فقدت جزءًا كبيرًا من ثقتها في قدرته على إدارة المواقف الصعبة.
نهائي منتظر: ليفربول ضد نيوكاسل
بالمقابل، ليفربول لا يلتفت للخلف. الفريق تأهل عن جدارة واستحقاق إلى نهائي كأس الرابطة، حيث سيواجه نيوكاسل يونايتد في قمة مشتعلة. هذا النهائي قد يكون أول تتويج في عهد سلوت، وربما البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في تاريخ النادي.
ما يُحسب للإدارة الحمراء هو اختيارها الناجح للمدرب الهولندي، الذي أعاد التوازن بسرعة، واستخرج أفضل ما في لاعبين مثل داروين نونيز، لويس دياز، وسوبوسلاي، وأعاد الانضباط للفريق بعد موسمين من التذبذب.
من المسؤول في توتنهام؟
تُطرح الآن تساؤلات عديدة في محيط النادي اللندني: هل تكفي إقالة المدرب؟ هل يحتاج الفريق إلى تجديد شامل في التشكيلة؟ لماذا لا تزال الأخطاء تتكرر رغم الصفقات الجديدة؟ وأين دور الإدارة في دعم المدرب خلال اللحظات الحرجة؟
الخسارة أمام ليفربول ليست الأولى هذا الموسم، لكنها كانت الأوضح، والأكثر تعبيرًا عن حالة الانهيار الذهني والفني التي يعيشها الفريق. وإذا لم تتم مراجعة شاملة، فقد يواصل توتنهام السقوط حتى خارج المراكز الأوروبية.
توتنهام بلا وجه، وليفربول يبتسم بثقة
النتائج الكبيرة ليست دائمًا مجرد أرقام. أحيانًا تحمل رسائل صريحة. 4-0 أمام ليفربول ليست مجرد هزيمة، بل صفعة قوية لفريق فقد بريقه، أمام آخر يستعيد عظمته.
ليفربول تأهل إلى النهائي، نعم، لكنه أيضًا أرسل رسالة لجميع خصومه بأنه لا يزال على قيد المنافسة، مهما تغيرت الأسماء على دكة البدلاء.
أما توتنهام؟ فعليه أن يعيد النظر في كل شيء... لأن المستقبل لا ينتظر المترددين.
—
حقوق النشر محفوظة لـ Malakoora