https://otieu.com/4/9519667 نيمار يكشف سر تفضيله برشلونة على ريال مدريد وبايرن ميونخ

نيمار يكشف سر تفضيله برشلونة على ريال مدريد وبايرن ميونخ

نيمار يكشف كواليس اختياره برشلونة رغم عروض مغرية 

نيمار يكشف كواليس اختياره برشلونة رغم العروض المغرية

لطالما كانت مسيرة النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مليئة بالقرارات المصيرية التي صنعت تاريخه الكروي، لكن أحد أبرز هذه القرارات على الإطلاق كان انتقاله إلى نادي برشلونة في صيف عام 2013. 
لم يكن ذلك مجرد انتقال عادي، بل كان نقطة تحوّل في مسيرة لاعب شاب قادم من سانتوس البرازيلي إلى القارة الأوروبية، بعدما أصبح محط أنظار كبار أندية العالم وعلى رأسها ريال مدريد وبايرن ميونخ.

خلال السنوات الماضية، خرج نيمار في أكثر من مناسبة ليتحدث عن تفاصيل هذا الانتقال المثير، إلا أن تصريحاته الأخيرة سلطت الضوء على كواليس جديدة لم يكن يعرفها الكثير من عشاق كرة القدم. فقد كشف البرازيلي أنه كان قريباً جداً من الانضمام إلى ريال مدريد، بل إن النادي الملكي قدم له ما وصفه بـ"الشيك المفتوح"، أي أنه كان على استعداد لتلبية أي مطالب مالية أو رياضية من أجل جلبه إلى "سانتياغو برنابيو".

ريال مدريد والشيك المفتوح

نيمار أوضح أن رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، كان مفتوناً بموهبته إلى درجة كبيرة، حتى أنه عرض راتباً يوازي ما يحصل عليه ثلاثة لاعبين في برشلونة مجتمعين. بالنسبة لأي لاعب شاب في بداية مشواره، مثل هذا العرض كان كفيلاً بإغرائه، خاصة أن ريال مدريد وقتها كان في أوج سعيه لتكوين فريق الأحلام بعد صفقات غاريث بيل وكريستيانو رونالدو.

لكن على الرغم من الإغراءات المالية الضخمة التي لا تقارن بما عرضه برشلونة، فإن قلب نيمار كان قد اختار منذ البداية وجهة أخرى.

تأثير رونالدينيو وحلم برشلونة

لم يكن قرار نيمار مبنياً فقط على الأرقام والحسابات، بل على العاطفة والشغف أيضاً. فقد صرّح بأن قصة مواطنه وأسطورة السامبا رونالدينيو مع برشلونة كان لها تأثير كبير في قراره النهائي. فقد رأى كيف أصبح "روني" رمزاً في كامب نو، وكيف غيّر شكل النادي في مطلع الألفية الجديدة، فأراد أن يسير على خطاه.

إضافة إلى ذلك، فإن وجود ليونيل ميسي في الفريق كان عاملاً أساسياً في اختياره. نيمار كان يدرك أن اللعب بجوار أفضل لاعب في العالم آنذاك سيمنحه فرصة لا تتكرر كثيراً للتطور وصناعة التاريخ.

لقاء غير متوقع مع غوارديولا

واحدة من أبرز المفاجآت التي كشف عنها نيمار أيضاً هي لقاؤه بالمدرب الإسباني بيب غوارديولا قبل أن يرحل الأخير عن برشلونة. يقول نيمار: "اجتمعت مع غوارديولا، وكان يحدثني بخططه المستقبلية وكيف سيجعلني الأفضل في العالم". إلا أن الأمر الغريب أن غوارديولا لم يكن حينها قد حدد وجهته التدريبية التالية، وعندما سأله نيمار عن النادي الذي سيقوده، أجابه بيب قائلاً: "لا أريدك الآن، لكنني سأدرب فريقاً عظيماً".

لاحقاً، علم نيمار أن الفريق المقصود هو بايرن ميونخ، وهو ما يعني أنه لو قرر اتباع نصيحة غوارديولا لكان قد انتقل إلى الدوري الألماني بدل الدوري الإسباني. ومع ذلك، ظل قلبه متعلقاً ببرشلونة.

ثلاثي تاريخي وبطولات لا تُنسى

قرار نيمار بالانضمام إلى برشلونة لم يكن خاطئاً على الإطلاق. فقد كوّن هناك ثلاثياً هجومياً أسطورياً إلى جانب ليونيل ميسي ولويس سواريز، عُرف باسم MSN. هذا الثلاثي نشر الرعب في قلوب المدافعين في أوروبا والعالم، ونجح في قيادة الفريق لتحقيق بطولات كبرى، أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2015، إضافة إلى الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر الأوروبي والعالمي.

كان نيمار وقتها أحد الأعمدة الأساسية في مشروع برشلونة، وأظهر للجميع أن اختياره لم يكن بدافع العاطفة فقط، بل كان قراراً رياضياً صائباً أوصله إلى القمة.

إرث القرار

ورغم رحيله لاحقاً إلى باريس سان جيرمان في صفقة قياسية جعلت منه أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، فإن تلك اللحظة التي اختار فيها برشلونة على حساب ريال مدريد وبايرن ميونخ لا تزال تُعتبر واحدة من أهم المنعطفات في مسيرته. لو كان اختار مدريد مثلاً، ربما كانت مسيرته ستأخذ منحى مختلفاً تماماً، وربما ما كان سيحظى بتلك الكيمياء الرائعة التي جمعته بميسي وسواريز، والتي جعلت منه جزءاً من أحد أفضل خطوط الهجوم في التاريخ.


قصة انتقال نيمار إلى برشلونة تحمل في طياتها دروساً كثيرة عن كيفية اتخاذ القرارات المصيرية في مسيرة أي لاعب كرة قدم. فهي لم تكن مجرد صفقة مالية أو انتقال عابر، بل كانت لحظة فاصلة بين طريقين: طريق المال والإغراءات، وطريق الحلم والشغف.
 نيمار اختار الحلم، وربح المجد الأوروبي مع برشلونة، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي الكتالوني.

ورغم الجدل الدائم حول مسيرته، سيبقى قراره باختيار برشلونة في 2013 واحداً من أكثر اللحظات تأثيراً في عالم كرة القدم خلال العقد الأخير.


' class='toctitle' for='naToc'>
    `+html+`
`;/**/