ريال مدريد ينتزع بطاقة التأهل من قلب العاصفة: هدف قاتل في الثواني الأخيرة يقصي ليغانيس ويضرب موعدًا مع الجار!
في ليلةٍ لم تكن سهلة على الإطلاق، وعلى أرضية ملعبٍ لم تعرف الانكسار، كاد ريال مدريد أن يودّع كأس ملك إسبانيا أمام خصم بدا متواضعًا على الورق، لكنه كان مقاتلًا لا يرحم فوق العشب الأخضر. مواجهة ربع النهائي أمام ليغانيس تحولت إلى ملحمة كروية درامية، عنوانها: لا تستهِن بالمغمور، ولا تؤمّن للملكي حتى يطلق الحكم صافرة النهاية.
بداية مثالية.. وسيناريو لم يتوقعه أحد!
دخل ريال مدريد اللقاء بتشكيلة مزيج من الأساسيين والبدلاء، في محاولة من كارلو أنشيلوتي لإراحة بعض النجوم وإعطاء الفرصة للمواهب الصاعدة. ومع بداية المباراة، بدت السيطرة واضحة للملكي، حيث ضغط لاعبوه من كل الجهات، مستغلين جودة التمريرات وسرعة التحرك.
في الدقيقة 18، جاء الهدف الأول عبر رجل الخبرة لوكا مودريتش، الذي استلم الكرة على حدود منطقة الجزاء وأطلق تسديدة مقوسة خدعت الحارس وسكنت الشباك، مانحًا فريقه أفضلية مبكرة.
ولم يمر سوى سبع دقائق، حتى جاء الدور على الشاب البرازيلي المنتظر، إندريك، الذي استغل تمريرة عرضية متقنة من لوكاس فاسكيز، ليحولها برأسه إلى داخل الشباك، معلنًا عن الهدف الثاني وسط دهشة دفاع ليغانيس وذهول الجماهير.
كل المؤشرات كانت توحي بمباراة سهلة لريال مدريد، لكن الحقيقة كانت بعيدة كل البعد عن ذلك.
انتفاضة ليغانيس.. روح لا تُقهر
رغم التأخر بهدفين، لم تنهار معنويات ليغانيس، بل زادهم الهدف الثاني عزيمةً وتصميمًا على الرد. ففي الدقيقة 39، تمكن خوان كروز من تقليص الفارق من ضربة جزاء تسبب فيها المدافع ناتشو إثر تدخل غير محسوب داخل المنطقة.
وبينما اعتقد الكثيرون أن الشوط الأول سينتهي بنتيجة 2-1، ظهر ليغانيس أكثر شراسةً في بداية الشوط الثاني، فاندفع بكل قوته باحثًا عن التعادل، وهو ما تحقق لهم بالفعل في الدقيقة 59 عبر نفس اللاعب، خوان كروز، الذي تلقى تمريرة بينية رائعة لينفرد بالحارس لونين ويضع الكرة بهدوء في الزاوية البعيدة، مسجلًا هدفه الشخصي الثاني ومعلنًا التعادل المثير.
المدرجات انفجرت فرحًا، والملكي بدأ يفقد توازنه وسط حماس الخصم وتصاعد الضغوط.
تبديلات أنشيلوتي.. وشجاعة الشاب جونزالو
مع دخول المباراة في الدقائق الحاسمة، بدأ القلق يتسلل إلى أنشيلوتي، الذي دفع بعدة تبديلات لإنعاش خط الهجوم، فأقحم رودريغو وغونزالو غارسيا، على أمل كسر التعادل. بدا الفريق الملكي متوترًا، وحاول بشتى الطرق الوصول إلى الشباك، لكن التماسك الدفاعي لليغانيس واستبسال حارسهم حال دون ذلك.
ومع اقتراب صافرة النهاية، تحوّلت المباراة إلى معركة حقيقية في منتصف الملعب. ووسط اعتقاد الجميع أن المباراة تتجه للأشواط الإضافية، ظهر الحل من الشاب المغمور، جونزالو غارسيا، الذي استلم كرة على مشارف منطقة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، راوغ مدافعَين بطريقة مذهلة، وسدد كرة قوية أرضية فاجأت الحارس وسكنت الشباك.
هدف قاتل! هدف مجنون! هدف لا يُنسى في ذاكرة مشجعي ريال مدريد، وصدمة كبرى للفريق الذي قاتل حتى الرمق الأخير.
ريال مدريد يتأهل.. لكن بصعوبة مقلقة
بهذا الفوز المثير، ضمن ريال مدريد بطاقة العبور إلى نصف النهائي، حيث سيواجه الجار اللدود أتلتيكو مدريد في ديربي ناري لا يقبل القسمة على اثنين.
لكن خلف الاحتفالات، لا بد من طرح بعض الأسئلة:
- لماذا تراجع أداء الفريق بعد التقدم بثنائية؟
- هل افتقد ريال مدريد للحسم في وسط الملعب؟
- هل الدفاع يعاني في غياب روديغر وألابا؟
- وهل البدلاء على قدر المسؤولية في مباريات الحسم؟
دروس المباراة: لا راحة في الكأس
هذه المواجهة أكدت أن كأس الملك لا يعترف بالأسماء، وأن الفرق الصغيرة قادرة على قلب المعطيات في أي لحظة، إذا امتلكت الروح والانضباط.
كما أنها أعادت للواجهة أهمية وجود دكة قوية، فدخول جونزالو غارسيا لم يكن مجرد تبديل تقليدي، بل قلب الموازين ومنح الملكي بطاقة العبور.وإذا كان مودريتش سجل وتألّق، فإن عطاء إندريك اللافت ومساهمته في الهدف الثاني يضع علامات مشجعة لمستقبله، ويثبت أنه صفقة رابحة بكل المقاييس.
أما الحارس لونين، فرغم هدفَي خوان كروز، إلا أن تصدياته في اللحظات الحرجة كانت حاسمة، وأثبت أنه قادر على حماية العرين في غياب كورتوا.
الموعد المنتظر: ديربي العاصمة
الآن، تتجه الأنظار إلى ملعب "سانتياغو بيرنابيو" الذي سيحتضن القمة المرتقبة أمام أتلتيكو مدريد. مباراة تحمل في طيّاتها ثأرًا قديمًا، وتاريخًا حافلًا، وطموحًا لا يعرف الحدود من كلا الطرفين.
فوز ريال مدريد الصعب على ليغانيس سيكون بمثابة جرس إنذار، وتذكير للجهاز الفني بضرورة تفادي التراخي، وتجنب المبالغة في الثقة. لأن الخصوم القادمين لن يرحموا.
ما حدث في مواجهة ليغانيس هو تحفة كروية بكل المقاييس. مباراة بدأت بهدوء وانتهت على إيقاع العاصفة. ومن رحم المعاناة، خرج ريال مدريد منتصرًا، بفضل شاب صنع المجد في الدقيقة الأخيرة.الكرة لا تعترف بالأسماء، بل بمن يقاتل حتى النهاية... وريال مدريد، كعادته، لا يموت.
#HalaMadrid
#CopaDelRey
#Malakoora