هادي حكاية ماشي بحال الحكايات، وماشي غير قصة ديال كورة... هادي قصة ديال القلب، ديال الإحساس، ديال واحد الإنسان اللي ما خلاش الحلم ديالو يموت، حتى من بعد ما قال "ساليت".
فويتشيك تشيزني، الحارس البولندي اللي داز من أرسنال لروما، ومن بعد ليوفي، كان ديما كيدافع على العرين ديالو بحال الأسد. ستة شهور دازت على إعلانو الاعتزال، وكان كيتصور باللي الوقت داز، وأنو دار اللي عليه، وجا وقت الراحة. عايش مع مراتو وولدو، كيلعب گولف، كيشوف حياتو كيف دايرة بلا ضغط المباريات، بلا صافرة، بلا تصفيقات، بلا صافرات الاستهجان… وبلا قفازات.
نهار من نهارات البرد ديال الشتا، وهو جالس، مرتاح، كيعيط ليه تليفونو. الرقم إسباني. من كتالونيا. وراه مشي أي رقم… راه برشلونة!
فجأة، الدم سخن فالعروق. القلب بدا يضرب بحال الطبل، كيفاش؟ علاش؟ علاش بالضبط دابا؟ شكون كيتاصل؟ وفين غادي توصل هاد المكالمة؟
"بغيناك ترجع"، هادي كانت الجملة اللي قلبات حياتو.
تشيزني ماجاوبش بسرعة، ولكن عقله ماخلاش الأسئلة تهدأ: واش نقدر نرجع نلعب فهاد المستوى؟ واش جسمي غادي يصبر؟ واش غادي نكون عبء ولا دعم؟ ومراتو؟ وولدنا؟ راه رجعت التيران ماشي بحال لعب الجولف.
ولكن، شي حاجة داخلو قالت ليه: "ماشي صدفة، راه هاد الفرصة فيها رسالة".
ومن بعد يومين فقط، كان فويتشيك فالمطار، كيتوجه لبرشلونة.
الاستقبال كان بارد شوية، الصحافة بدات تهدر: “برشلونة ضاربها الخلا”، “شكون هاد الحارس المتقاعد؟”، “واش ما لقاوش بديل أفضل؟”...
لكن تشيزني ماجاش يرد على الصحافة، ولا يبرر وجودو، جا يجاوب على واحد السؤال داخلي: واش مازال عندي شي حاجة نعطيها؟
فأول تدريب، صد كرة طاحت من رجل يامال كانت غاتدخل للزاوية 90. المدرب تصفق، الحراس تعجبو، واللاعبين حسّو بأنهم كيشوفو فأسد ماشي حارس متقاعد.
مفاجأة أول اختبار: الكلاسيكو! ضد ريال مدريد! فالسوبر الإسباني!
واش تخيلو معايا الضغط؟ لكن هو دخل الملعب وكأنو ما غابش. صد راسية فينيسيوس، وبعدها طيحة ديال بيلينغهام، وها هو فآخر دقيقة كينقذ هدف كان غادي يساوي الكأس.
برشلونة ربح، والجمهور بدا يصفق، اللاعبين فرحانين، ولكن تشيزني مشى لزاوية من زوايا الملعب، رفع عينيه للسما، ودمعة خرجات. ماشي دمعة فرح، ولكن دمعة إنسان تيقن أن الرجوع كان قرار القلب... وقرار صحيح.
ومند داك النهار، برشلونة ما خسر حتى ماتش كان فيه تشيزني فالتشكيلة الأساسية.
خا الحكاية فيها بزاف ديال اللحظات الرياضية، إلا أن الجانب الإنساني كان أقوى.
تشيزني ما رجعش باش ياخد جائزة، ولا باش يوقع عقد بملايين. رجع حيث حس براسو ماكملش القصة ديالو.
فغرفة الملابس، ولا بحال خو كبير. كان كيهضر مع اللاعبين، يعطيهم من تجربتو. واحد النهار قال لغوندوغان الشاب:
"الشهرة كتدوز، والبطولات كتنسى، ولكن الاحترام اللي كتعطيه لصحابك هو اللي كيبقى."
واليوم، كلشي كيقول باللي تشيزني ولا ركيزة فالفريق. الكوليس كيهضرو عليه، الحراس الشبان كيتعلمو منو، وحتى الجمهور رجع كيهتف باسمو.
آخر جملة قالها قبل ما يسالي الموسم، بقات راسخة:
"كنحس أن هاد الفريق غادي يدير شي حاجة كبيرة، وأنا فرحان حيث أنا جزء منو."
ربما ماشي غادي يبقى بزاف، وربما الموسم الجاي يكون الأخير، ولكن العودة ديالو كتبقات فالتاريخ. كتبقى درس لينا كاملين: ماشي كلشي كيتقاس بالفلوس، ماشي كلشي كيتقاس بالكؤوس.
كاينين قرارات كتبداها من القلب... وتوصلك للمجد.
وهادي هي العودة اللي ما كانتش فالحساب، ولكن كانت فالقلب.