برشلونة يتجاوز بنفيكا بعشرة لاعبين ويقترب من ربع نهائي دوري الأبطال
في ليلة كروية درامية، نجح برشلونة في تحقيق فوز ثمين خارج أرضه على حساب بنفيكا البرتغالي بنتيجة 1-0، ضمن ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا. ورغم الظروف الصعبة التي واجهها الفريق الكتالوني بعد طرد المدافع الشاب باو كوبارسي في وقت مبكر من المباراة، إلا أن الروح القتالية للاعبين وتألق الحارس فويتشيك تشيزني، إلى جانب لمسة الحسم من رافينيا، منحت الفريق الإسباني انتصارًا قد يكون مفتاحًا للعبور إلى الدور ربع النهائي.
بداية صعبة وأجواء ضاغطة في لشبونة
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن مهمة برشلونة لن تكون سهلة أمام بنفيكا، الذي دخل اللقاء مدعومًا بجماهير غفيرة ملأت مدرجات ملعب النور وصنعت أجواء صاخبة أربكت الضيوف. حاول الفريق الكتالوني فرض أسلوبه المعتاد في الاستحواذ على الكرة وبناء الهجمات المنظمة من الخلف، لكن ضغط لاعبي بنفيكا العالي أجبره على ارتكاب بعض الأخطاء في التمرير والتمركز.
بنفيكا من جانبه اعتمد على الانطلاقات السريعة عبر الأطراف، مستفيدًا من الدعم الجماهيري الذي دفع اللاعبين للهجوم بقوة، في محاولة لهز شباك برشلونة مبكرًا ووضعه تحت الضغط.
طرد كوبارسي يقلب الموازين
النقطة الفارقة في اللقاء جاءت في الدقيقة 22، عندما ارتكب المدافع الشاب باو كوبارسي خطأً دفاعيًا قويًا ضد مهاجم بنفيكا، ليشهر الحكم البطاقة الحمراء مباشرة في وجهه. هذا الطرد أربك حسابات المدرب، واضطره إلى إجراء تعديلات تكتيكية سريعة للحفاظ على التوازن الدفاعي.
فقدان لاعب في وقت مبكر أمام فريق هجومي ومنظم مثل بنفيكا جعل مهمة برشلونة أكثر صعوبة، حيث انكمش الفريق للخلف واعتمد على المرتدات القليلة، بينما اندفع أصحاب الأرض للهجوم في محاولة لاستغلال التفوق العددي.
تشيزني… جدار برشلونة المنيع
في ظل الضغط الهجومي الكبير لبنفيكا، برز اسم الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته بقميص برشلونة. فقد تصدى لعدة فرص خطيرة خلال الشوط الأول، سواء من التسديدات البعيدة أو الكرات العرضية التي شكلت خطورة متكررة على المرمى الكتالوني.
وبفضل يقظته وخبرته الكبيرة، حافظ برشلونة على نظافة شباكه حتى نهاية الشوط الأول، ليبقي على آمال الفريق قائمة رغم النقص العددي والضغط المستمر من لاعبي بنفيكا.
رافينيا يكتب لحظة الحسم
مع بداية الشوط الثاني، بدا أن سيناريو المباراة لن يتغير كثيرًا، حيث استمر بنفيكا في السيطرة على الكرة وصناعة الفرص، بينما تمركز برشلونة في مناطقه الدفاعية بانتظار أي فرصة للانقضاض.
وفي الدقيقة 61، جاء الفرج من أقدام البرازيلي رافينيا، الذي استغل هجمة منظمة قادها بيدري، قبل أن يتسلم الكرة داخل منطقة الجزاء ويسددها بقوة في الشباك، معلنًا عن هدف التقدم لبرشلونة. الهدف كان بمثابة صدمة قوية لبنفيكا وجماهيره، خاصة أنه جاء عكس مجريات اللعب تمامًا.
بعد الهدف، حاول الفريق البرتغالي تكثيف هجماته بشكل أكبر، لكن تألق تشيزني حال دون إدراك التعادل، حيث تصدى لتسديدة صاروخية في الدقيقة 89 كانت الأبرز في اللقاء.
رجل المباراة: بيدري
ورغم أن تشيزني ورافينيا كانا من أبرز نجوم اللقاء، فإن لجنة التحكيم الفني اختارت بيدري كرجل المباراة. لاعب الوسط الإسباني الشاب قدم أداءً استثنائيًا في قلب الملعب، حيث كان همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، ونجح في السيطرة على إيقاع اللعب رغم النقص العددي. تمريرته الحاسمة التي سبقت هدف رافينيا أكدت قيمته الكبيرة في المباريات الكبرى.
برشلونة يقترب من ربع النهائي ولكن الحذر واجب
بهذا الفوز، وضع برشلونة قدمًا في الدور ربع النهائي، لكنه يدرك جيدًا أن المهمة لم تُحسم بعد. فبنفيكا أثبت أنه فريق قوي قادر على خلق الكثير من الفرص، وسيكون أكثر شراسة في مباراة الإياب على ملعب الكامب نو.
الفريق الكتالوني يحتاج إلى استثمار هذا الانتصار وعدم التراخي، لأن أي خطأ في مباراة العودة قد يكلفه غاليًا. لذلك، من المنتظر أن يدخل تشافي ولاعبوه لقاء الإياب بتركيز عالٍ لتأكيد التفوق ومواصلة المشوار الأوروبي بثبات
فوز برشلونة على بنفيكا بعشرة لاعبين يختصر شخصية الفريق في هذه النسخة من دوري الأبطال: روح قتالية عالية، اعتماد على خبرة الحارس تشيزني، لمسات حاسمة من رافينيا، وتألق مستمر من بيدري.
ومع أن النتيجة تمنح برشلونة أفضلية واضحة، إلا أن المعركة لم تنته بعد. مواجهة الإياب ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان الفريق الكتالوني سيواصل عودته القوية على الساحة الأوروبية، أم أن بنفيكا سيكتب واحدة من مفاجآت البطولة