ماتيتش يهاجم أونانا… ورد ناري من الحارس الكاميروني يشعل الجدل بين الجماهير
أثارت التصريحات المتبادلة بين الصربي نيمانيا ماتيتش، لاعب مانشستر يونايتد السابق ونجم أولمبيك ليون الحالي، والحارس الكاميروني أندريه أونانا، حارس مرمى مانشستر يونايتد، جدلاً واسعًا داخل الأوساط الكروية والإعلامية في أوروبا.
فما بدأ كمجرد تعليق من أونانا تحول إلى مواجهة كلامية حادة، كشفت عن توتر العلاقة بين بعض اللاعبين السابقين للشياطين الحمر وحارسهم الحالي، وأشعلت النقاش بين الجماهير حول قيمة التصريحات وحدود النقد.
الشرارة الأولى: تصريحات أونانا
القصة بدأت عندما تحدث أونانا لوسائل الإعلام قبل مباراة مانشستر يونايتد المرتقبة، وأكد أن فريقه الحالي "أفضل بكثير" من خصومه الذين لعب ضدهم سابقًا.
هذا التصريح بدا في ظاهره تحفيزيًا وداعمًا للفريق، لكنه أثار حساسية لدى بعض اللاعبين السابقين الذين اعتبروه تقليلًا من شأنهم.
وبالنظر إلى الوضع الصعب الذي يعيشه مانشستر يونايتد هذا الموسم، فإن كلمات الحارس الكاميروني لم تمر مرور الكرام، خاصة أنه تعرض لانتقادات حادة بسبب أخطائه الفردية التي كلفت الفريق نتائج سلبية.
رد ماتيتش: انتقاد لاذع بلا مجاملة
سرعان ما التقط نيمانيا ماتيتش الخيط، وأطلق تصريحًا لاذعًا أثار ضجة واسعة. اللاعب الصربي، المعروف بطبعه الصريح، قال:
"إذا كنت أحد أضعف حراس المرمى الذين مرّوا بمانشستر يونايتد، فيجب أن تكون أكثر حذرًا قبل إطلاق تصريحات مثل أنهم أفضل منا بكثير."
هذا التصريح لم يكن مجرد نقد فني، بل هجوم مباشر على شخصية أونانا وحضوره في الفريق. فهو وصفه صراحة بأنه "من أسوأ الحراس" الذين مروا على النادي، وهو حكم قاسٍ بالنظر إلى أن الحارس لم يكمل موسمه الثاني بعد في أولد ترافورد.
رد أونانا: رسالة مبطنة وسخرية مبطنة
الحارس الكاميروني لم يتأخر في الرد، لكنه اختار أن يكون أكثر دبلوماسية في البداية، حيث قال:
"لن أسيء أبدًا لأي نادٍ آخر… نعلم أن مباراة الغد ستكون صعبة ضد خصم قوي. نركز على تقديم أداء يُسعد جماهيرنا."
لكن أونانا لم يُنهِ حديثه دون إرسال رسالة مبطنة إلى ماتيتش، حين اختتم قائلاً:
"على الأقل فزتُ بألقاب مع أعظم نادٍ في العالم. البعض لا يستطيع قول الشيء نفسه."
هذه الجملة فُهمت على نطاق واسع على أنها موجهة مباشرة إلى ماتيتش، خاصة أن اللاعب الصربي لم يحصد الكثير من الألقاب مع مانشستر يونايتد، بينما يرى أونانا نفسه جزءًا من فريق لا يزال ينافس على البطولات الكبرى.
أبعاد الجدل: بين النقد الفني وتصفيات الحسابات
هذا السجال فتح الباب أمام تساؤلات أوسع:
هل تصريح ماتيتش مجرد دفاع عن قيمته كلاعب سابق في مانشستر يونايتد؟
أم أنه انتقاد واقعي لأداء أونانا الذي لم يقنع الكثير من الجماهير حتى الآن؟
في المقابل، رد أونانا يعكس شخصية قوية تحاول دائمًا إثبات الذات، حتى وإن كانت تحت ضغط جماهيري وإعلامي متزايد.
موقف الجماهير والإعلام
الجماهير انقسمت بين مؤيد ومعارض:
قسم يرى أن ماتيتش محق، إذ أن أونانا ارتكب أخطاء قاتلة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي، وأضر بالفريق أكثر مما أفاد.
بينما يرى آخرون أن ماتيتش تجاوز الحدود، وأنه ليس من حق لاعب رحل عن النادي مهاجمة زميل سابق بتلك القسوة.
أما الإعلام الإنجليزي فقد التقط القصة سريعًا، وبدأت الصحف تطرحها كعنوان رئيسي يعكس "الأزمة الداخلية" في هوية مانشستر يونايتد المتعثرة في السنوات الأخيرة.
أبعاد أعمق: أزمة شخصية أم أزمة مانشستر يونايتد؟
الحقيقة أن هذه التصريحات ليست مجرد مواجهة كلامية بين لاعبين، بل تعكس أزمة أكبر يعيشها مانشستر يونايتد منذ سنوات.
الفريق فقد هيبته أمام كبار إنجلترا وأوروبا.
التعاقدات لا تؤدي المستوى المطلوب.
الضغوط الجماهيرية على اللاعبين الجدد (ومن بينهم أونانا) أصبحت خانقة.
وفي ظل هذا المشهد، أي تصريح مثير يمكن أن يتحول إلى جدل واسع، لأن الجماهير تبحث عن "كبش فداء" لأزمة ممتدة منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون.
جدل ماتيتش وأونانا ليس مجرد خلاف شخصي، بل هو مرآة لأزمة مانشستر يونايتد المتواصلة.
ماتيتش اختار أن يكون صريحًا وقاسيًا في حكمه، بينما رد أونانا برسالة مباشرة مفادها أنه لا يقل شأنًا عن أي لاعب آخر مر بالنادي، وأن الألقاب هي المعيار الأهم.
الجدل سيستمر بلا شك، لكن ما سيحسم الموقف في النهاية هو الأداء داخل الملعب. فإذا نجح أونانا في قيادة مانشستر يونايتد لتحقيق نتائج إيجابية، فسيخرس كل الأصوات المنتقدة.
أما إذا استمر في ارتكاب الأخطاء، فستظل كلمات ماتيتش تتردد كحقيقة يصعب إنكارها.