https://otieu.com/4/9519667 مبابي: قلبي اختار ريال مدريد قبل ان تختارني الأموال

مبابي: قلبي اختار ريال مدريد قبل ان تختارني الأموال


مبابي بعد انضمامه إلى ريال مدريد: "اخترت السعادة لا المال"... بداية فصل جديد في التاريخ

لم تكن كلمات كيليان مبابي في مؤتمره الصحفي الأول كلاعب لريال مدريد مجرد تصريحات عابرة، بل بدت كرسالة واضحة تحمل أبعادًا رياضية وإنسانية في آن واحد. النجم الفرنسي أكد أنه اختار الانضمام إلى "الملكي" لأنه كان يبحث عن السعادة، لا عن المال، وهو ما اعتبره كثيرون تعبيرًا صادقًا عن علاقة خاصة تجمع بين لاعب شاب ونادٍ عريق ارتبط به منذ الطفولة.

القرار الحاسم: السعادة قبل أي شيء

قال مبابي: "الاختيار بين ريال مدريد والمال لم يكن قرارًا صعبًا بالنسبة لي... أردت فقط أن أكون سعيدًا، والسعادة بالنسبة لي كانت دائمًا ترتبط بريال مدريد."
بهذه الكلمات، اختصر المهاجم الفرنسي فلسفته الكروية في جملة واحدة. فبعد سنوات من الشد والجذب بين باريس سان جيرمان وريال مدريد، جاء انتقاله أخيرًا ليضع حدًا لكل التكهنات، وليثبت أن الحلم الشخصي كان أقوى من أي إغراء مالي.

منذ أن كان طفلًا، ارتبط مبابي بريال مدريد. وقد أوضح بنفسه أن زين الدين زيدان كان الشرارة الأولى التي جعلته يعشق النادي الأبيض، قبل أن يأتي دور كريستيانو رونالدو الذي مثّل قدوته ونموذجه الأعلى. متابعة مبابي الدقيقة لمسيرة رونالدو جعلته يتعلم معنى الطموح والانضباط، وهما عنصران طبعا مسيرته حتى الآن.

انتقال لم يكن مفاجئًا

المتابع لمسيرة مبابي يدرك أن انتقاله إلى مدريد لم يكن وليد اللحظة. اللاعب صرّح بوضوح: "لم يكن لدي أي شك... كنت متأكدًا من أنني سأنتقل إلى ريال مدريد يومًا ما. الأمر كان مسألة وقت فقط."
هذا التصريح يكشف أن الصفقة لم تكن خيارًا تكتيكيًا أو قرارًا استراتيجيًا قصير الأمد، بل كانت أشبه بقدر محتوم انتظره مبابي لسنوات حتى حان أوانه.

مشروع جماعي لا نجم أوحد

رغم وصوله بصفته أبرز صفقات ريال مدريد في السنوات الأخيرة، رفض مبابي أن يُنظر إليه كنجم أوحد. فقد أشاد بزميله فينيسيوس جونيور، معتبرًا إياه لاعبًا مهمًا لا يمكن تخيل الفريق بدونه. هذه الكلمات تؤكد وعيه بأهمية اللعب الجماعي في مدريد، وأن نجاح الفريق الملكي لا يُبنى على فرد واحد، بل على منظومة متكاملة.

هذا الموقف يعكس شخصية ناضجة تعرف أن الفوز بالألقاب الكبرى يحتاج إلى توازن بين النجوم، وأن التنافس الداخلي الصحي داخل الفريق هو ما يصنع الإنجازات.

الأهداف: دوري الأبطال قبل الكرة الذهبية

حين سُئل مبابي عن طموحاته المقبلة، وضع الأمور في نصابها الصحيح: "دوري أبطال أوروبا هو الهدف الأهم... الكرة الذهبية حلم لكل لاعب، لكنها جائزة فردية، أما المجد الجماعي فهو الأبقى والأكثر قيمة."
هذا التصريح يعكس بوضوح عقلية مبابي في المرحلة الحالية. فرغم أنه لاعب يملك القدرة على حصد الجوائز الفردية، إلا أنه يدرك أن تاريخه الحقيقي سيتحدد بما سيحققه مع ريال مدريد على مستوى البطولات.

بين باريس ومدريد: اختلاف في الرؤية

قرار مبابي بالرحيل عن باريس سان جيرمان لم يكن مجرد انتقال رياضي، بل حمل في طياته دلالات أعمق. في باريس، كان المال والنجومية الفردية جزءًا كبيرًا من المشروع. أما في مدريد، فالأولوية دائمًا كانت ولا تزال التاريخ، البطولات، والمجد الجماعي.

مبابي باختياره مدريد، لم يغير فقط ناديه، بل غيّر مسار مسيرته بالكامل، لينتقل من فريق يسعى إلى إثبات نفسه أوروبيًا، إلى فريق اعتاد على كتابة التاريخ في دوري الأبطال وصناعة الأمجاد عبر العقود.

التحديات التي تنتظر مبابي

رغم الأجواء الإيجابية المحيطة بانتقاله، إلا أن مبابي سيواجه تحديات كبيرة:

  1. التأقلم مع أسلوب اللعب في مدريد، الذي يختلف عن باريس ويعتمد على الانضباط التكتيكي.
  2. المنافسة مع نجوم كبار مثل فينيسيوس ورودريغو، وهو ما يتطلب توازناً بين الطموحات الفردية والعمل الجماعي.
  3. ضغوط الجماهير والإعلام الإسباني، المعروف بصرامته في تقييم النجوم الكبار.
  4. المسؤولية التاريخية، فارتداء القميص الأبيض يعني أنك مطالب دائمًا بالانتصار والبطولات.

بداية فصل جديد

بكلماته الصادقة التي ختم بها تصريحاته: "ارتداء قميص ريال مدريد شرف كبير... أنا هنا لأعطي كل ما لدي لهذا النادي، لجماهيره، ولتاريخه.

"، فتح مبابي صفحة جديدة في مسيرته.

 صفحة عنوانها الأساسي: "السعادة أولًا... والتاريخ يُكتب من مدريد."

فهل ينجح النجم الفرنسي في تحقيق حلمه الأكبر برفع دوري الأبطال بقميص ريال مدريد؟ وهل تكون مدريد محطة التحول التي تجعله يثبت نفسه كأفضل لاعب في العالم خلال السنوات المقبلة؟

الأيام القادمة وحدها ستجيب، لكن المؤكد أن خطوة مبابي هي بداية قصة ستُروى طويلًا في تاريخ كرة القدم الحديثة.