قرارات تحكيمية تشعل غضب برشلونة

قرارات تحكيمية تشعل غضب برشلونة

 حرب التصريحات بعد موقعة "جوزيبي مياتزا": برشلونة في قلب عاصفة تحكيمية جديدة

في ليلة أوروبية عاصفة، سقط برشلونة مجددًا أمام إنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن الحدث تجاوز المستطيل الأخضر، ليصل إلى مراكز صنع القرار في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).

 تصريحٌ ناري من المدرب هانسي فليك، تلاه وابلٌ من الانتقادات من لاعبي برشلونة، رسم لوحة درامية تشبه في سخونتها ما حدث في ليلة "ستامفورد بريدج" قبل أكثر من عقد.

فليك: الحكم لم يكن على الحياد

أطلق المدرب الألماني تصريحًا هو الأشد له منذ قدومه إلى برشلونة، قال فيه: "كل قرار 50/50 اتخذه الحكم، كان يعلنه لصالح إنتر"

عبارةٌ قصيرة لكنها حملت اتهامًا واضحًا بأن الحكم البولندي سيمون مارسينياك لم يكن منصفًا في إدارته للمباراة.

 وربما كان فليك يشير إلى سلسلة من القرارات المثيرة للجدل، من تجاهل ركلة جزاء محتملة إلى تساهل في حالات الإنذار ضد لاعبي إنتر.

بيدري: أين الاتحاد الأوروبي؟


من جانبه، قال لاعب الوسط الشاب بيدري: "على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التحقيق في أمر هذا الحكم. بعض الأمور غير مفهومة". تصريح يعكس إحباط اللاعبين من الشعور بأن مصيرهم القاري يتحدد أحيانًا بعوامل خارجة عن السيطرة الفنية. 

وقد يفتح هذا التصريح الباب أمام تحقيق داخلي من الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا أُرفق بتقرير رسمي من النادي.

إيريك جارسيا يفتح الجراح القديمة

مدافع برشلونة إيريك جارسيا لم يفوّت الفرصة لاستدعاء التاريخ، حين قال: "الجميع يعرف ما فعله هذا الحكم في المرة الأخيرة التي لعبنا فيها هنا...". في إشارة غير مباشرة إلى شعور بالظلم التحكيمي تكرر ضد برشلونة في مواجهات سابقة على ملعب "جوزيبي مياتزا"، وهي إشارات تلمّح لوجود نمط متكرر يزعج الكتلان.

رد الحكم: “تعليقات سخيفة”

ولم يتأخر الرد من الحكم نفسه، الذي اعتبر انتقادات فليك ولاعبيه "سخيفة"، وقال: "ماذا عساي أن أقول عن هذه التعليقات السخيفة؟ لم أؤذِ أحدًا".

 الرد الذي قد يبدو بسيطًا، لكنه يعبّر عن استياء شخصي من التشكيك في نزاهته، لا سيما أن مارسينياك يُعد من حكام النخبة في أوروبا، وقد أدار نهائي كأس العالم 2022 ونهائي دوري الأبطال 2023.

تحليل فني: هل فعلاً كان الحكم سبب الخسارة؟

بعيدًا عن الصخب، من الناحية الفنية، لعب برشلونة مباراة جيدة نسبيًا، لكن غياب التركيز في اللحظات الحاسمة، تحديدًا في الدقيقة 95، كلّفهم هدفًا قاتلًا سجله المخضرم فرانشيسكو أتشيربي، الذي، وعلى الرغم من بلوغه 37 عامًا، سجّل أول أهدافه الأوروبية، في لحظة درامية قد يخلّدها التاريخ كضربة قاضية لطموحات برشلونة هذا الموسم.

ما بعد المباراة: راحة مشروطة وتركيز مضاعف

رغم الخسارة، منح هانسي فليك اللاعبين يوم راحة، لكن اللافت أن أسماء كبيرة مثل لامين يامال، بيدري، فيران توريس، دي يونج وحتى الحارس تشيزني، واصلوا التدريبات الفردية. 

هذا يعكس رغبة جماعية في الاستعداد للعودة الأوروبية في الكامب نو، وربما قلب الطاولة على إنتر، كما فعلها النادي في مواجهات تاريخية من قبل.

في كرة القدم، كما في الحياة، لا يكفي أن تكون جيدًا، بل يجب أن تُعامل بعدل. 

وبين الحديث عن الأخطاء التحكيمية والظلم التاريخي، يبقى الملعب هو الحكم الحقيقي. 

وعلى برشلونة الآن أن يتجاوز عاصفة "مارسينياك"، ويستعد لموقعة العودة بكل ما أوتي من قوة، لأن جمهور الكامب نو لا ينسى... ولا يسامح بسهولة.