أخيرًا... هاري كين يُتوج بأول ألقابه الكبرى مع بايرن ميونيخ!
بعد سنوات طويلة من الانتظار، وكأن اللقب يفرّ منه في كل مرة، أخيرًا حان اليوم الذي يدخل فيه النجم الإنجليزي هاري كين تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابه، بعدما تُوّج رسميًا بلقب الدوري الألماني "البوندسليجا" مع نادي بايرن ميونيخ في موسم 2024/2025، ليكسر نحساً لازمه طويلاً منذ بداية مسيرته الاحترافية.
728 مباراة... ثم جاء اللقب الأول!
قد يبدو الرقم صادماً: 728 مباراة رسمية قبل أن يرفع كين أول لقب كبير في مسيرته.
هو أحد أكثر اللاعبين إخلاصًا وثباتًا على المستوى الفردي، لكن الألقاب لطالما كانت العنصر الغائب عن مسيرته. لسنوات طويلة حمل هاري كين شعار نادي توتنهام هوتسبير، وسجل لهم الأهداف، وقادهم إلى نهائيات، لكنه لم ينجح في لمس الذهب.
اليوم، مع العملاق البافاري، تغيرت المعادلة.
ولأول مرة، يشعر كين بطعم الانتصار الجماعي الحقيقي.
لقب الدوري الألماني لم يكن سهلاً، والمنافسة هذا الموسم كانت محتدمة، لكن بايرن ميونيخ عرف كيف ينهي المشوار في القمة، جامعًا 76 نقطة وضامنًا التتويج قبل نهاية الموسم.
موسم استثنائي في كل المقاييس
لا يمكن الحديث عن هذا التتويج دون التوقف عند تأثير هاري كين في الفريق.
اللاعب الإنجليزي أثبت أنه الصفقة الذهبية لبايرن ميونيخ، بعدما انسجم سريعاً مع أسلوب اللعب الألماني، وأصبح أحد أعمدة الفريق الهجومية.
أهداف حاسمة، تمريرات ذكية، حضور ذهني وقيادة في الملعب... كل هذه الصفات اجتمعت لتجعل من كين أحد أبرز نجوم الموسم، ليس فقط في بايرن، بل في الدوري الألماني بأسره.
وقد أظهر كين روحًا قتالية عالية، ورغبة جامحة في التتويج، وكأن السنوات السابقة صقلته لتجعل من هذا الموسم تتويجًا لمسيرة من الجهد المتواصل.
كومباني... بداية مدوية مع البافاري
في مفاجأة لم تكن متوقعة في بداية الموسم الحالي، أسند بايرن ميونيخ مهمة التدريب للنجم البلجيكي السابق فينسنت كومباني.
رغم خبرته المحدودة نسبيًا كمدرب، إلا أن كومباني استطاع أن يفرض نفسه بسرعة هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، ليقود الفريق نحو المجد المحلي.
أن تبدأ مشوارك التدريبي مع بايرن ميونيخ بتحقيق لقب الدوري في ثاني موسم... تلك ليست مهمة سهلة على الإطلاق.
لكن المدافع السابق لمانشستر سيتي أثبت أنه يمتلك رؤية فنية وشخصية قوية في إدارة غرفة الملابس، وتعزيز الأداء الجماعي للفريق.
كسر اللعنة... وتحول في المسار
مسيرة هاري كين كانت دوماً محط إعجاب النقاد والمحللين، لكنه كثيراً ما وُصف بـ"الهداف غير المتوج".
ورغم تحطيمه أرقاماً قياسية مع توتنهام ومنتخب إنجلترا، فإن غياب الألقاب الكبرى عن مسيرته كان وصمة ظلت تلاحقه طويلاً.
لكن اليوم، مع هذا التتويج، تغيّرت المعادلة.
أصبح بإمكان كين أن يكتب اسمه بين الكبار لا كلاعب موهوب فحسب، بل كبطل متوَّج أيضاً.
وربما تكون هذه الخطوة الأولى نحو مزيد من الإنجازات، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، خاصة أن بايرن ميونيخ نادٍ معتاد على التتويجات الكبيرة.
الأثر المعنوي... بداية جديدة لهاري كين
هذا اللقب لن يُحتسب فقط ضمن خزائن النادي، بل سيكون له تأثير عميق على شخصية كين نفسه.
فالتتويج الأول بعد انتظار طويل يعطي اللاعب دفعة معنوية هائلة، ويحرره من الضغوط النفسية التي لطالما طاردته.
الجماهير، خاصة في إنجلترا، عبّرت عن فرحتها الكبيرة بهذا الإنجاز.
فهاري كين ليس مجرد لاعب عادي، بل هو رمز للالتزام والوفاء، وصاحب مسيرة نظيفة ومحترمة داخل الملاعب وخارجها.
قراءة في أرقام كين هذا الموسم
في موسم 2024/2025، حقق هاري كين أرقاماً مذهلة، منها:
- عدد الأهداف: 24 هدفاً في الدوري الألماني
- عدد التمريرات الحاسمة: 14 تمريرة
- نسبة مساهمته في الأهداف: 41% من إجمالي أهداف الفريق
- دقائق اللعب: أكثر من 2800 دقيقة
هذه الأرقام تضع كين في مصافّ أفضل مهاجمي أوروبا هذا الموسم، وتؤكد أن تتويجه ليس مجرد حظ، بل نتيجة عمل جاد ومستوى عالٍ من الاحتراف.
التتويج ليس نهاية القصة... بل بدايتها!
رغم أن هذا اللقب هو الأول في مسيرة كين، إلا أنه قد لا يكون الأخير.
مع بايرن ميونيخ، الآفاق مفتوحة أمامه لخوض تحديات أكبر، خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، حيث يسعى النادي البافاري لاستعادة أمجاده القارية.
أما بالنسبة لكين، فهو يدرك أن هذه فرصة لا تتكرر كثيراً. في السنوات القادمة ستكون حاسمة، سواء لتوسيع رصيده من البطولات، أو لقيادة منتخب إنجلترا إلى المجد المنتظر، ربما في بطولة أمم أوروبا المقبلة.
هاري كين هنا يتبادل العناق مع إريك داير بعد فوزه بأول لقب كبير له يالها من فرحة
يا له من يومٍ رائع في مسيرة هاري كين!تتويج هاري كين وهو بعمر ال31 بلقب البوندسليجا ليس مجرد حدث رياضي عابر، بل هو لحظة رمزية تمثل انتصارًا للعزيمة والاحتراف والوفاء.
وبعد 728 مباراة، عرف كين طعم الذهب، وربما تكون هذه البداية الحقيقية لمشوار تزيّنه الألقاب.
في كرة القدم، لا يأس مع الإصرار.
وما فعله كين هذا الموسم دليل حي على أن الأبطال لا يُقاسون بعدد البطولات فقط، بل بمدى صبرهم على تحقيقها.