مانشستر يونايتد: هل وصل النادي الكبير إلى لحظة الانهيار الكامل؟
هل ما زال مانشستر يونايتد نادٍ كبير؟
إذا كنت من عشاق اليونايتد، فاستعد لسماع أرقام صادمة. الفريق خسر 17 مباراة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم. نعم، سبعة عشر.
وهذا لم يحدث منذ موسم 1973/74، حين هبط النادي إلى الدرجة الثانية.
دعنا نكون واضحين: مانشستر يونايتد يعيش أسوأ مواسمه في العصر الحديث. والمشكلة ليست فقط في عدد الخسائر أو ضعف الأداء، بل في الشعور العام داخل النادي.
الشعور بأن "كل شيء عادي"، حتى لو خسرنا في أولد ترافورد.
أموريم يتكلم... والصدمة أكبر من الكلمات
المدرب البرتغالي روبن أموريم خرج عن صمته وقالها صراحة:
"أشعر بالحرج عندما أرى مانشستر يونايتد في المركز السادس عشر."
لم يتوقف هنا. أضاف:
"المشكلة ليست في اللاعبين... بل فيّ وفي ثقافة النادي. إذا استمر هذا الشعور في الصيف، فيجب أن نمنح المساحة لأشخاص مختلفين."
تصريحات نادرة، وصادقة. مدرب يعترف أن هناك خللًا جذريًا، وأن النادي يفقد شخصيته.
والسؤال الآن: هل يستطيع أموريم إصلاح ما هو مكسور؟ أم أنه مجرد صوت وسط ضوضاء من الصمت واللامبالاة؟
أرقام تكشف الحقيقة
دعونا نبتعد قليلًا عن الشعارات، وننظر إلى الواقع:
- روبن أموريم قاد الفريق في 25 مباراة
- فاز بـ 6 مباريات فقط
- تعادل في 6
- وخسر 13
هذه أرقام لا يمكن تبريرها، حتى لو كان الفريق في مرحلة "بناء".
مانشستر يونايتد ليس نادٍ يتقبل فكرة البناء دون نتائج. الجماهير لا تهتم كثيرًا بالأعذار، بل بالأفعال.
أزمة هوية.. لا مجرد نتائج
منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون، والنادي يدخل في دوامة لا تنتهي:
تغيير مدربين، صرف مئات الملايين، تغييرات إدارية... ولا جديد.
لكن هذا الموسم تحديدًا مختلف.
ليس لأنه كارثي رقميًا فقط، بل لأن الصوت الداخلي للنادي بدأ يختفي.
تصريحات أموريم خطيرة لأنها تسلط الضوء على أخطر مرض في كرة القدم:
"الرضا عن الوضع"
حين تصبح الخسارة مقبولة، حين لا يشعر اللاعبون بالعار، وحين لا يُحاسب أحد على النتائج، فاعلم أن المؤسسة نفسها في خطر.
هل الحل في التغيير الصيفي؟
أموريم يلمّح إلى صيف ناري، ويقول بوضوح:
"علينا أن نكون أقوياء جدًا في الصيف، وأن نتحلى بالشجاعة."
ماذا يعني هذا؟
- بيع أسماء كبيرة لا تقدم شيئًا
- تغيير جذري في التعاقدات
- بناء فريق بشخصية حقيقية وليس فقط أسماء لامعة
- وربما، اتخاذ قرارات مؤلمة على مستوى الإدارة
لكن... هل الإدارة لديها الشجاعة لفعل ذلك؟
أم سنشاهد صيفًا آخر من الوعود، والتصريحات المكررة، والخطط التي تنهار في أول اختبار؟
أنت كمشجع، تعرف أن مانشستر يونايتد ليس مجرد فريق.
هو قصة، تاريخ، روح قتالية، ودراما رياضية لا تنتهي.
لكن إذا كنت تشعر اليوم أن هذا النادي فقد ملامحه، فأنت لست وحدك.
المدرب يشعر بذلك، الجماهير تشعر بذلك، وحتى بعض اللاعبين يظهر عليهم ذلك.
وهنا يُطرح سؤال أخير:
هل ما يحدث الآن هو بداية النهاية؟ أم بداية الثورة؟
كل شيء يعتمد على ما سيحدث في الصيف.
إن استمر الوضع كما هو، فالأزمة ستزداد سوءًا.
لكن إن كانت هناك نية حقيقية للتغيير، فربما تكون هذه اللحظة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ النادي.