في ليلة الوداع والتتويج.. مولر يرحل وهاري كين يبتسم بأول ألقابه

 

هاري كين توماس مولر

في ليلة وداع الأسطورة.. هاري كين يتوّج ومولر يرحل

في مشهدٍ مهيب، ومشاعر امتزجت فيها الدموع بالفخر، ودّعت جماهير بايرن ميونيخ أحد أعظم لاعبيها على الإطلاق: توماس مولر. 

كانت ليلة وداعه على ملعب أليانز أرينا لحظة تاريخية لن تُنسى، خاصة أنها جاءت في أمسية حملت طابعًا احتفاليًا آخر بتتويج هاري كين بأول ألقابه مع العملاق البافاري. وبين وداع الماضي واستقبال المستقبل، كتب بايرن ميونيخ فصلًا جديدًا في تاريخه.

مولر.. أكثر من مجرد لاعب

قليلون هم من يرتدون قميص نادٍ واحد طوال مسيرتهم الاحترافية، وأقل منهم من يحققون المجد ويصنعون التاريخ كما فعل توماس مولر.

 بعد 750 مباراة بقميص بايرن، سجل خلالها 247 هدفًا وصنع 176 تمريرة حاسمة، يودّع مولر ميونيخ تاركًا خلفه إرثًا كرويًا من الصعب تكراره.

مولر لم يكن مجرد مهاجم أو صانع ألعاب.

 كان روح الفريق، عقل الملعب، و"اللاعب غير القابل للتصنيف" كما أحب عشاق الكرة تسميته.

 بأسلوبه الفريد، وتمركزه الذكي، وقدرته العجيبة على إيجاد المساحات، شكّل مولر مع بايرن ميونيخ منظومة متكاملة جمعت بين الانضباط الألماني والمرونة التكتيكية العالية.

الألقاب تتحدث عن نفسها

لا يمكن الحديث عن توماس مولر دون استعراض خزانته المليئة بالألقاب:

  • 12 لقبًا في الدوري الألماني (البوندسليغا)
  • 6 مرات كأس ألمانيا
  • 8 مرات كأس السوبر الألماني
  • مرتين دوري أبطال أوروبا (2013 - 2020)
  • مرتين كأس العالم للأندية
  • مرتين كأس السوبر الأوروبي

إلى جانب إنجازه الأبرز مع منتخب بلاده: كأس العالم 2014 في البرازيل، حيث لعب دورًا محوريًا في قيادة المانشافت نحو الذهب.

أليانز أرينا.. لحظة الوداع

عندما دخل مولر أرضية ملعب أليانز أرينا في مباراته الأخيرة على أرضه، بدا وكأن الزمن توقف. 

الجماهير رفعت لافتات الشكر، الهتافات دوّت باسمه، وعيون الصغار والكبار امتلأت بالدموع. هذا ليس مجرد وداع لاعب، بل وداع أسطورة رسمت الفرحة على وجوه الملايين لعقد ونصف من الزمن.

وفي لقطة مؤثرة، احتضن زملاؤه مولر واحدًا تلو الآخر، فيما عبّر هو عن امتنانه للنادي والجماهير والإدارة.

 قال في كلمته القصيرة بعد اللقاء: "لقد منحتوني كل شيء.. وسأظل ابن بايرن للأبد".

هاري كين.. بداية الحكاية

في المقابل، حملت المباراة طابعًا خاصًا لهاري كين، النجم الإنجليزي الذي جاء إلى بايرن بحثًا عن التتويج بعد سنوات من العطاء دون لقب في توتنهام.

 وبعد موسم طويل، تمكن كين أخيرًا من رفع أول كأس في مسيرته، ليبدأ رحلته الذهبية مع الفريق البافاري.

سجّل كين في اللقاء وأثبت مرة أخرى أنه لم يأتِ للسياحة، بل لكتابة فصول جديدة في كتاب البطولات.

 جماهير بايرن رحّبت به باعتباره الخليفة الجديد للنجوم، وربما أحد قادة المرحلة المقبلة، 

بين الرحيل والبداية.. بايرن يتجدد

ليلة وداع مولر لم تكن فقط لحظة عاطفية، بل محطة استراتيجية لفريق يسعى لبناء جيل جديد قادر على الاستمرار في الهيمنة المحلية والمنافسة القارية. 

إدارة النادي تدرك جيدًا أن تعويض لاعب بحجم مولر ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا.

الاعتماد على لاعبين شباب، دمج الصفقات الجديدة، وتثبيت أسماء كبرى مثل كين وكيميش وألفونسو ديفيز في المشروع الجديد، كلها مؤشرات على أن بايرن يخطط للمستقبل بعناية.

القيمة الرمزية لمولر

لم يكن توماس مولر يومًا اللاعب الأكثر موهبة فطرية، لكنه كان دائمًا اللاعب الأكثر ذكاءً تكتيكيًا، والأكثر التزامًا في الميدان، والأشد ولاءً للنادي. 

هذا ما جعل جماهير بايرن تحبه، وما جعله نموذجًا يُحتذى به في عالم الكرة.

ومع رحيله، سيبقى اسمه محفورًا في قلوب البافاريين، كأحد رموز العصر الذهبي للنادي، وواحد من أعظم لاعبيه عبر التاريخ.

انتهت مسيرة توماس مولر مع بايرن ميونيخ، لكنها ستبقى حيّة في ذاكرة كل مشجع وعاشق لهذا النادي.

 رحيله يفتح الباب لجيل جديد، لكنه يترك وراءه إرثًا يُحتذى به. 

ومع بداية حقبة جديدة بهاري كين ورفاقه، سيظل مولر هو "الولد البافاري" الذي لم يغادر القلوب أبدًا.