باريس سان جيرمان يكتب ملحمة جديدة: هل آن أوان التتويج الأوروبي؟
بين التصريحات النارية والانتصارات الثقيلة، يشقّ باريس سان جيرمان طريقه نحو المجد القاري بخطى ثابتة.
الفريق الباريسي لم يكن يومًا بهذا النضج التكتيكي والصلابة الذهنية، وهذا ما تؤكده أرقامه وأداؤه منذ انطلاق دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
لكنّ المثير أن هذا التوهج جاء في موسم رحيل النجم الأبرز كيليان مبابي، ما جعل الكثيرين يعتقدون أن باريس سيتراجع، فإذا به يرتقي.
هنري يدعم باريس رغم الإطاحة بأرسنال
أسطورة أرسنال ومنتخب فرنسا، تيري هنري، عبّر عن دعمه الصريح لباريس سان جيرمان
قال هنري:
"أعلم أن باريس أطاح بفريقي أرسنال، لكني أريد حقًا أن يفوز باريس سان جيرمان بهذه المباراة ودوري الأبطال."
هذه الكلمات لم تكن مجرد عاطفة وطنية، بل إشارة واضحة إلى الإعجاب الكبير بالتطور الفني الذي يشهده الفريق الباريسي تحت قيادة لويس إنريكي.
أرتيتا: دوناروما حسم المعركة
من جانبه، أقرّ مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا بأن الفارق في المواجهتين كان واضحًا في مركز الحراسة، حيث قال:
"أفضل لاعب في باريس سان جيرمان في المباراتين كان حارس المرمى.
يمكننا القول إن دوناروما هو من حسم المباراة لهم."
تصريح أرتيتا يعكس حجم التأثير الذي أحدثه الحارس الإيطالي، الذي استعاد بريقه بعد فترة من الانتقادات، وأصبح حائط صد منيعًا في وجه هجوم أقوى فرق أوروبا.
إنريكي وتحدي المستحيل
لكنّ المشهد الأبرز كان من نصيب لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان، الذي علّق على الفوز الكبير لبرشلونة في نصف النهائي رغم خروجه، قائلًا:
"قدم برشلونة أداءً رائعًا وسجل ستة أهداف.
لو قلتَ لأحدٍ إنه سيسجل ستة أهداف في نصف النهائي ويخرج، لما صدقك..."
هذا التصريح يحمل بين سطوره خيبة أمل واضحة، لكنه يعكس أيضًا واقعية المدرب الإسباني وقراءته الهادئة للأحداث، دون أن يفقد احترامه للمنافسين.
باريس على بُعد خطوة من المجد
باريس سان جيرمان يقف اليوم على بُعد فوزين فقط من التتويج التاريخي بالثلاثية: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، ودوري أبطال أوروبا.
هذا الإنجاز سيكون الأول في تاريخ النادي، وسيكسر حاجز اللعنة الأوروبية التي لازمته طويلاً، خاصة بعد سنوات من المحاولات الفاشلة رغم تكدّس النجوم.
"رابطة المزارعين" ترد الصاع صاعين!
في تصريح ساخر، قال إنريكي بعد أن أقصى فريقه أربعة فرق إنجليزية هذا الموسم:
"الفوز على جميع فرق الدوري الإنجليزي الممتاز الأربعة؟ حسنًا... رابطة المزارعين، أليس كذلك؟ نحن رابطة المزارعين."
هذا التصريح كان بمثابة رد ساخر على الانتقادات التي طالت الدوري الفرنسي، والذي غالبًا ما يُستخفّ به في المقارنات مع الدوري الإنجليزي.
لكن باريس، هذه المرة، لم يكتفِ بالرد الكلامي، بل أثبت تفوقه على أرض الميدان أمام الفرق الإنجليزية
هل يُنهي باريس "عقدة الأبطال"؟
السؤال الأهم الذي يشغل الجماهير الآن هو: هل يستطيع باريس سان جيرمان تحقيق حلمه الأكبر؟
لقد بات الحلم قريبًا أكثر من أي وقت مضى، والفريق يمتلك توليفة متوازنة من الشباب والخبرة، يقودها مدرب يملك رؤية أوروبية وواقعية ميدانية.
يبقى أن ننتظر ما ستسفر عنه الليالي الأوروبية الحاسمة، لكن المؤكد أن باريس هذا الموسم يختلف تمامًا. لا مبابي؟ لا مشكلة.
ربما كانت هذه هي الخطوة التي احتاجها الفريق ليتحرر من الضغوط ويتحوّل إلى كتلة جماعية لا تُقهر.