تشابي ألونسو مديرًا فنيًا لريال مدريد: بداية حقبة جديدة بعد رحيل أنشيلوتي ومودريتش

تشابي ألونسو

تشابي ألونسو يعود إلى البيت الملكي: ريال مدريد يفتح صفحة جديدة بعد وداع أنشيلوتي ومودريتش


في لحظة تاريخية مشبعة بالمشاعر، أعلن نادي ريال مدريد الإسباني تعيين النجم السابق للفريق، تشابي ألونسو، مديرًا فنيًا للفريق الأول، خلفًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي ودّع الجماهير البيضاء بعد سنوات من الإنجازات والذكريات التي لا تُنسى. ومع هذا التغيير الفني، جاء أيضًا وداع آخر لا يقل وقعًا، وهو رحيل لوكا مودريتش، أحد أساطير خط الوسط في تاريخ النادي.


ريال مدريد، ذلك الكيان الذي لا يعرف التوقف عن صناعة التاريخ، يدخل مرحلة جديدة بقيادة رجل يعرف جيدًا معنى ارتداء القميص الأبيض، ويعي تمامًا ما تعنيه كلمة "مدريديستا".


تشابي ألونسو: "أنا هنا. بكل حماس وطاقة"


في أولى كلماته بعد التقديم الرسمي، تحدث ألونسو بقلب المدريدي قبل عقل المدرب:

"أهلًا مدريديستا، أنا هنا. أنا سعيد جدًا ببدء هذا الفصل الجديد بكل حماس وطاقة. هلا مدريد!"

بهذه العبارة القصيرة، ولكن العميقة في معناها، استطاع تشابي أن يلامس مشاعر الملايين من عشاق ريال مدريد حول العالم. 

هو ليس غريبًا عن البيت الأبيض، بل أحد رجاله الذين كتبوا تاريخًا لا يُنسى في منتصف الميدان خلال فترة لعبه بين عامي 2009 و2014.

وأضاف  "أريد أن يفكر الناس: حسنًا، هذا هو فريق ريال مدريد الخاص بي عندما يروننا نلعب، حان وقت للاستمتاع".

من الملعب إلى الدكة: صعود تدريجي بثقة


ما يجعل اختيار ألونسو يبدو طبيعيًا هو مسيرته التدريبية التي بدأت من داخل أسوار النادي، عندما تولى تدريب فريق ريال مدريد تحت 14 سنة في 2018. ومنذ تلك اللحظة، كما قال فلورنتينو بيريز رئيس النادي:

"منذ اليوم الأول الذي درّبتَ فيه فريق ريال مدريد تحت ١٤ عامًا... كنا نعلم أين ستنتهي. هنا تمامًا".

تشابي لم يقفز المراحل، بل صعد بهدوء وحنكة. 

بعد تجربة مميزة مع فريق ريال سوسيداد الرديف، نجح في صنع المعجزة مع باير ليفركوزن الألماني، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الألماني، كاسرًا هيمنة بايرن ميونيخ، بأسلوب لعب هجومي منظم، وشخصية فنية واضحة.


وداع أنشيلوتي: نهاية عهد وبداية آخر


كارلو أنشيلوتي، أحد أكثر المدربين نجاحًا في تاريخ ريال مدريد، يودّع سانتياغو برنابيو وسط تصفيق الجماهير ودموع الامتنان.

 الرجل الذي قاد الفريق إلى لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشر، والليغا، وكأس الملك، يترك خلفه إرثًا يصعب نسيانه.

لكن كما هي عادة ريال مدريد، لا مجال للركود أو التراخي، فالنادي يبحث دائمًا عن التجديد والتطور،  فألونسو هو الرجل المناسب للمرحلة المقبلة.


رحيل مودريتش: نهاية أسطورة


في ذات السياق العاطفي، كان لرحيل لوكا مودريتش وقع كبير على الجماهير. 

الكرواتي الذي قدّم مستويات استثنائية منذ انضمامه إلى النادي عام 2012، كتب اسمه من ذهب في كتب تاريخ ريال مدريد.

 مودريتش لم يكن مجرد لاعب وسط، بل كان قلب الفريق النابض، وعقله المدبر، وروحه القتالية.


رحيل أنشيلوتي ومودريتش معًا يفتح الباب أمام ألونسو ليبدأ مشروعًا جديدًا، بنكهة شابة، لكن بروح مدريدية أصيلة.


مهمة ألونسو: إعادة الهيبة المحلية والأوروبية


يعرف تشابي ألونسو جيدًا أن التحديات أمامه كثيرة. الجماهير تطالب بالبطولات، والخصوم لا يرحمون. برشلونة ينهض من جديد، وأتلتيكو مدريد يواصل التحدي، وعلى الساحة الأوروبية، الأندية الكبرى تزداد قوة.


لكن ما يمتلكه ألونسو هو "فهم الهوية"، وهو ما يميّز كل من ينجح في ريال مدريد. 

يعرف كيف يُدير غرفة الملابس، ويحترمه النجوم، ويفهم لغة الفوز التي لا يقبل النادي سواها.


كلمة أخيرة: هلا مدريد... ومرحبًا بك يا مايسترو 

تعيين تشابي ألونسو ليس مجرد قرار فني، بل هو رسالة واضحة من إدارة النادي: العودة إلى الجذور، والاعتماد على قادة يعرفون ما يعنيه القتال لأجل الشعار.

نحن أمام بداية حقبة جديدة، مليئة بالحماس والتحديات، بقيادة رجل كان يومًا ما "المايسترو" في وسط الميدان، وأصبح اليوم "مدربا لهذا الفريق العريق 


هلا مدريد... ولا شيء غير مدريد.