رسميا دي بروين إلى نابولي عقد جديد
تحديات محتملة في نابولي
رغم أن الصفقة تُعد تاريخية، إلا أن الواقع لا يخلو من التحديات.
أولها الجانب البدني: دي بروين عانى في السنوات الأخيرة من إصابات عضلية مزمنة، خاصة في عضلة الفخذ الخلفية، والرهان على استمراريته يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وجدولة ذكية لحجم مشاركاته.
المدرب الإيطالي عليه أن يتعامل مع دي بروين كمصدر طاقة استراتيجية، لا يمكن حرقه في كل مباراة، بل استخدامه في اللحظات الحاسمة، سواء داخل الكالتشيو أو في البطولات الأوروبية.
ثم هناك الضغط الجماهيري في نابولي.
الجماهير هنا لا ترحم، تتنفس كرة القدم، وتتوقع من نجم بحجم دي بروين أن يصنع الفارق منذ اليوم الأول.
فأي تعثر مبكر قد يتحول إلى مادة للانتقادات، وخاصة من الإعلام الإيطالي المتقلب.
■ غرفة العمليات الإدارية: ضربة معلم
من الجانب الإداري، فإن ضم دي بروين يُظهر قفزة نوعية في طريقة تفكير نابولي.
هم لم يكتفوا بالتعاقد مع نجم، بل أرسلوا رسالة مفادها أن النادي قادر على دخول محادثات مع كبار أوروبا، والفوز بها.
هذه الصفقة تُعيدنا إلى أيام كانت فيها الأندية الإيطالية تُنافس على رونالدو، فييري، وباتستوتا.
اليوم، دي بروين هو الوجه الجديد لهذه العودة، بشخصيته المتزنة وخبرته الدولية، وقدرته على التأثير داخل وخارج الملعب.
■ الجوانب الاقتصادية
على الجانب الاقتصادي، فإن صفقة دي بروين تحمل بُعدًا آخر.
القميص والرقم 17 المتوقع أن يرتديه (رقم هامسيك سابقاً)، سيُباع بالآلاف في الأسواق، وسيجذب عقود رعاية جديدة.
العلامة التجارية للنادي سترتفع عالميًا، وستُعزز من متابعته على منصات التواصل ومبيعات التذاكر.
حتى لو كانت الصفقة مرتفعة ماليًا من حيث الراتب والمكافآت، إلا أن العائد المتوقع – تسويقيًا وجماهيريًا – قد يغطي ذلك وأكثر.
■ تأثير الصفقة على الشبان
وجود دي بروين في الفريق لن يُفيد فقط في الجانب الفني، بل سيكون له أثر تنموي مباشر على الأسماء الشابة في نابولي، خاصة في الوسط مثل "جيتانو"، و"أنجويسا"، وحتى نفسه سيستفيد من التمريرات الدقيقة والانضباط التكتيكي الذي سيضيفه البلجيكي للمنظومة.
التعلم من لاعب مثل دي بروين لا يقتصر على التمارين، بل في كيفية قراءة المباريات، الاستعداد الذهني، وطريقة التحكم في الرتم تحت الضغط.
■ الدافع الشخصي لدي بروين
من جهة اللاعب نفسه، فإن هذه الخطوة تبدو وكأنها رحلة إثبات أخيرة.
دي بروين لا يحتاج لإثبات شيء لأي أحد، لكن كبار اللاعبين دائماً ما يسعون لإنهاء مسيرتهم وهم في القمة.
الكرة الإيطالية تُشكل له تحديًا مختلفًا، بنظام دفاعي صارم، ومباريات تكتيكية بطيئة الإيقاع.
هنا، سيتعين عليه استخدام كل مهاراته في قراءة الفراغات والتحكم في التمركز، لا الاعتماد على السرعة أو الاندفاع.
■ الجماهير تنتظر لحظة الكشف
المدينة بأكملها تنتظر لحظة تقديمه الرسمي في ملعب دييغو أرماندو مارادونا، والذي من المتوقع أن يمتلئ عن آخره بمجرد ظهوره بالقميص الأزرق.
هذا التقديم لن يكون مجرد حدث صحفي، بل احتفال بواحد من أعظم العقول الكروية في العصر الحديث.
الأنباء تشير إلى أن حفل التقديم سيُقام في الليل، وسط الألعاب النارية، وربما مع عرض مرئي لمسيرته في مانشستر سيتي على الشاشة العملاقة، في خطوة رمزية لبدء فصل جديد من الأسطورة.
■ الصحافة الإيطالية تتفاعل
الصحف الإيطالية لم تُخفِ ذهولها من الصفقة.
"لا غازيتا ديلو سبورت" عنونت صباح الإعلان:
"دي بروين يهبط في نابولي... هل نعيش حلمًا؟"
أما "كوريري ديلو سبورت" فكتبت:
"ملك التمريرات يصل إلى مملكة مارادونا، الموسم سيتغير."
التحليلات بدأت تتحدث عن أن نابولي لم يعد فقط منافسًا على الدوري الإيطالي، بل قد يكون حصانًا أسود في دوري الأبطال، إذا استطاع دي بروين إعادة صياغة إيقاع اللعب وتشكيل منظومة هجومية ذكية.
■ الإرث الجديد
المثير في الأمر أن دي بروين لا يهرب من إرث مانشستر سيتي، بل يُكمل طريقه بإرث جديد.
في نابولي، ولا يخرج عن نطاق اللون الازرق ستكون له فرصة أن يُخلّد في قلوب مدينة تتنفس كرة القدم، وتقدّس من يمنحها الإبداع.
قد يكون هذا الفصل الأخير، لكنه قد يكون أيضًا الأجمل في مسيرته، وربما – من يدري – الأفضل من ناحية التأثير الفردي.
■ النهاية ليست النهاية
ربما كانت أعين العالم مركزة على صفقات باريس، مدريد، أو البريميرليغ، لكن دي بروين قرر أن يتحدى التوقعات، ويكتب تاريخه من حيث لا ينتظر أحد.
هو لم ينتقل فقط إلى نابولي، بل اختار أن يكون القائد لثورة فنية جديدة، يُعيد بها تعريف اللعب الذكي في الدوري الإيطالي، ويضع بصمة أخيرة لا تُنسى.
✍️ [Malakoora]
تحليل خاص – جميع الحقوق محفوظة